مولود ألتنطاش بطل في عقيدة الأمة، إرهابي بنظر أعدائها
الخبر:
ذكرت الجزيرة على موقعها الإلكتروني تحت بند “تقارير وحوارات” موضوعاً بعنوان “قاتل السفير الروسي بتركيا… إرهابي أم بطل؟”… حيث أوردت في التقرير شهادات لناشطين على شبكة الإنترنت وإعلاميين حول مقتل السفير الروسي في تركيا على يد ضابط تركي مسلم. وتقول الجزيرة: “تخترق عدة رصاصات جسد السفير الروسي في أنقرة، يرفع المنفذ سبابته ويصيح الله أكبر، ويقول إن الاغتيال انتقام لحلب، يجلجل صوت الضابط التركي في أرجاء الوطن العربي، ويتردد صداه بمواقع التواصل: هل مولود مرت ألتن تاش إرهابي أم بطل؟”
التعليق:
تُعرف قناة الجزيرة بشعارها “الرأي والرأي الآخر”، كرمز للحيادية والجمع بين وجهات النظر وطرحها للرأي العام دون تحيز. وهي تسير على هذا النهج في طرحها العام وصياغتها للأخبار وعرضها لبرامج الحوار. وتحت هذا الشعار استضافت سياسيين يهود كأول محطة عربية تتعامل مع كيان الاحتلال. وتحت هذا الغطاء تستمر في نقل الصورة بضبابية واضحة، وتلبيس على الناس، وخلط الحق بالباطل. وها هي بدل أن تعلن أن هذه العملية هي ناجمة عن وحدة الأمة في عقيدتها وشعورها الإيماني الذي يجعل ابن تركيا أخاً لابن حلب الثائر في الدم وعدواً لمن يتآمر عليه من أهل تركيا، ها هي تلبس الحق بالباطل وتخلط الأمور لتلبس على الناس دينهم وتوهمهم بالفرقة والضياع وأنهم لا زالوا مكبلين ولا يستطيعون من هذا الواقع فراراً.
الذي قام به البطل مولود هو بطولة في زمن صمت فيه أهل القوة وتحركت فيه مشاعر المسلمين أفراداً. في وقت خنع فيه أردوغان وذل لأعداء الأمة، قام مولود بالتضحية بروحه لأجل نصرة أهله في حلب الجريحة. ليس هذا إرهاباً أيها العاملون في الجزيرة، هو بطولةٌ لرجل غار على أعراض المسلمات ودماء أبنائهن، أخذته الحمية وهو يسمع الصرخات ولا يرى لها مجيباً.
أليس من العار على الجزيرة أن تنعت مولود بـ (الإرهاب)؟ ألا تخجل من ملايين مشاهديها وهي تقول لهم: هذا الذي تفرحون لبطولته وتتناقلون قصته بالفخر قد يكون إرهابياً؟ لماذا التضليل والحياد عن الحق: أخشية من مشروع الأمة الحضاري الذي بات قاب قوسين أو أدنى، أم عمالة ونذالة؟
وعلى كلٍّ فإنكم مهما ضللتم ومهما بدَّلتم فالأمة تدرك جيداً هدفها، وهي تحمل عقيدتها مستهينة في سبيل ذلك بكل صعب، ويبذل أبناؤها أرواحَهم رخيصة في سبيل الله. ولا يهمُّنا إن نُعتنا بـ (الإرهاب) أو غضب لذلك الصليبيون الحاقدون، أو تجرأ الحكام الصفقة على أبنائنا. لكنَّ تلبسكم بمناصرة الباطل، وعدم توضيح الحق والصدح به سيكلفكم غالياً عند الأمة، سواء طال زمانكم أم قصر.
لقد كان الجدير بالجزيرة وهي “منبر إعلامي حر!” أن تعلن أن هذه العملية جاءت كردِّ فعل طبيعي على إجرام روسيا في حلب وكل الشام، وأنَّ مولود ليس إلا مسلماً يغار على دماء وأعراض إخوته. بدل التعريض بأن فعله مذموم وعمل (إرهابي)؛ إذ إن أهل تركيا لا يعنيهم ما يجري في سوريا! كان على الجزيرة أن تنقل عملَ أردوغان الذي قدَّم التعازي لبوتين واستنكر هذه العملية على أنه عمل إرهابي مذموم شرعاً، يقف في صف الروس القتلة ضد أمة الإسلام وهو الذي يتشدق ليل نهار بأنه سليل العثمانيين. فإذ بضابط شجاع يكشف كذبته ويعري نفاقه أمام العالم ولسان الحال يقول: ادعاء عجزك الذي ضجت به الآفاق تبريراً لخذلانك للشام، أسقطتها بطولة مولود.
أما الجزيرة فسيأتي اليوم الذي تعيد الأمة فيه صرحها السياسي الشامخ، دولة الخلافة الراشدة. وتعلنها مدوية للعالم أننا أمة الإسلام ولن نحيد ولن نتنازل في سبيله، رغم كل تلبيسكم وتضليلكم وخذلانكم. فالله متم نوره شاء من شاء وأبى من أبى. أفلا ترعوون عن جريمتكم بحق هذه الأمة؟ فتضعوا النقاط على حروفها، وتنحازوا لفسطاط المؤمنين؟ فالوقت يمر والأمة تسير في قضيتها غير عابئة بالمتخاذلين.
﴿وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 42]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال