مع الحديث الشريف
باب قول الرجل فاتتنا الصلاة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي بتصرف في “باب قول الرجل فاتتنا الصلاة”.
حدثنا أبو نعيم قال حدثنا شيبان عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال، فلما صلى قال: “ما شأنكم“؟ قالوا استعجلنا إلى الصلاة قال: “فلا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا“.
لقد بين رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حكم من يتأخر عن الصلاة ويأخذ بالاستعجال مسببا للمصلين الجلبة والضجة والإزعاج على غير قصد، ذلك لأنه أخذ الدين بعقله لا كما يجب أن يؤخذ، لذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن القيام بهذا الفعل، وبين ذلك بشكل واضح من خلال قوله:” فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا“.
أيها المسلمون:
إذا كان على المسلم أن يتبع الشرع في مسألة بسيطة من مسائل الصلاة، كي لا تسبب جلبة وضجة للمسلمين المصلين، فما بالكم وقد أصبحت صورة المسلمين اليوم موشحة باللون الأحمر بأعداد القتلى التي تسقط صباح مساء. إذا كان رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم حريصا على أن لا تحدث جلبة للمصلين، فكيف بأصوات الصواريخ والبراميل المتفجرة وهي تسقط كل يوم على رؤوس المسلمين في الشام وهم في صلاتهم وفي بيوتهم؟ كيف بالله عليكم؟ أجيبوا يا أصحاب اللحى، أم أن هذه ليست جلبة؟ حذارِ حذارِ يا من أصبحتم في جند إبليس حاكمكم أن تستمروا في هذه الغطرسة، فكل ما في هذا الدين الذي تنتمون إليه يلعن سكوتكم على ما يجري للمسلمين في سوريا وفي كل مكان.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم