مخطئ مَن ظن أن للثعلب دينا
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الاثنين، 2016/12/26م خبرا تحت عنوان (النظام السوري يصعّد بوادي بردى وسكانه يستغيثون) جاء فيه:
“صعّدت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له من قصفها الجوي والمدفعي المكثف لقرى وادي بردى بريف دمشق، بينما أعلنت المعارضة المسلحة صدها هجوما للنظام وحلفائه وتكبيدهم خسائر فادحة، في حين ناشد أهالي المنطقة المجتمع الدولي التدخل العاجل لحمايتهم.
وقالت مصادر للجزيرة إن المعارضة المسلحة قتلت عشرين مقاتلا من قوات النظام والمليشيات الداعمة له، وأسرت ثلاثة آخرين بينهم ضابط، وذلك خلال صدها هجوما على بلدتي بسيمة ودير مقرن في وادي بردى بريف دمشق.
وأضافت المصادر أن قوات النظام شنت قصفا جويا وصاروخيا مكثفا على الأحياء السكنية في بلدة بسيمة والجبال المحيطة ببلدة إفرة، مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى ودمار في الأبنية والممتلكات.
وكان القصف على بلدات وادي بردى قد أدى إلى قتل 14 شخصا خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث صعّدت قوات النظام عملياتها العسكرية منذ عدة أيام، بهدف الضغط على المعارضة المسلحة لإجبارها على القبول بتسوية تفضي بتسليم المنطقة لقوات النظام”.
التعليق:
أنشد أمير الشعراء أحمد شوقي يوما “مُخطئٌ من ظنَّ يوماً *** أنَّ للثَّعلَبِ ديناً”، فلم يتعظ المخطئون في ذلك الزمان فصدقوا الثعلب ولم يكن ذلك المخطئ سوى ديك في قصيدة شوقي، لكن المصيبة تعظم إذا كان المخادع أمريكا وأتباعها وعملاءها وروسيا وغيرها من دول الكفر، والمصيبة أعظم وأكبر إن صُدّق المخادع وكان المخدوع من أبناء أمة الإسلام، فلا أحد يصدّق النظام السوري المجرم ولا أحد يصدق النظام الروسي الداعم لإجرام بشار، ولا أحد يصدق نظام الملالي في إيران، ولكن كيف تُصدَّق أمريكا وأوروبا وعملاؤهم من حكام بلاد العالم الإسلامي كأردوغان تركيا وسلمان آل سعود؟!، وكيف يُبرِّر قادة بعض الفصائل وإن كثُرت تعاونهم مع حكام السعودية والأردن وتركيا وغيرهم؟! فإن لم يتعظوا بصريح القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وإن لم يتعظوا بالواقع المحسوس الملموس؟! فمتى يتعظون؟! ومتى يتبينون الخط المستقيم من الخطوط العوجاء المنحرفة ظاهرة الانحراف؟؟
أما مَن ينتظر مِن الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة أن تصنع شيئاً فيه خير للمسلمين فقد خاب فأله فهو كالمستجير مِن الرمضاء بالنار، فهذه المؤسسات ما هي إلا أداة طيعة بيد أمريكا تغطي على جرائم عميلها بشار وعلى جرائم روسيا وإيران في سوريا، فهي تقوم بدور قذر منتن قد أزكمت منه الأنوف الزكية والجباه الأبية، فإن لم نتعظ بصريح القرآن الكريم! وإن لم نتعظ بحديث رسول الله r: «تأتي على النَّاسِ سَنواتٌ خدَّاعاتٌ يُصدَّقُ فيها الكاذبُ، ويُكَذَّبُ فيها الصَّادقُ، ويؤتَمنُ فيها الخائنُ ويخوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ الرُّوَيْبضة» قيلَ: يا رسولَ اللَّهِ وما الرُّوَيْبضةُ؟ قالَ: «الرَّجلُ التَّافِهُ يتَكَلَّمُ في أمرِ العامَّةِ» – الحاكم في المستدرك صحيح الإسناد -، وإن لم نتعظ بما ينطق به الواقع الظاهر البين، فمتى نتعظ؟! ومتى نستطيع أن نوقف هذا الظلم ونخلعه من جذوره، لا شك أن هذه الاعتداءات على المسلمين حيثما حلوا وارتحلوا لا يوقفها إلا قيام دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستُنهي وإلى الأبد هذا النظام الدولي الباطل، وبها سيُقضى على الأمم المتحدة وهيئاتها، فيتم إلغاء القوانين الوضعية الدولية الباطلة، وتُزال كل ما تُسمّى بمؤسسات المجتمع الدولي العفنة، وتزال دول التبعية والعمالة وتُدحر دول الاستكبار والبطش والظلم وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – فلسطين