لن تنتهي مناقشات النظام
وستكون الكلمة الأخيرة لحزب التحرير بإذن الله
(مترجم)
الخبر:
قال رئيس الوزراء يلدريم، في خطابه في نطاق محادثات الميزانية: “تغيير النظام. انزلاق محور المحادثات هو شيء تافه وقد بدأ يصبح عبثياً. محور تركيا واضح، طريقها واضح، مسار تركيا هو مسار الحضارات المعاصرة، لقد رسم هذا المسار من قبل غازي مصطفى كمال. لقد انتهت مناقشات النظام في عام 1923 بشكل نهائي. وبدعم من شعبنا وبرلماننا، إن برلماننا الموقر قادر على تغيير الدستور الذي سيوفر الاستقرار السياسي في بلادنا. مبارك لجمهوريتنا ولبلدنا ولشعبنا”.
التعليق:
منذ إعلان الجمهورية في 29 تشرين الأول/ أكتوبر، ومحادثات النظام تتعالى من وقت لآخر. وبعد أن استمرت فترة حكم رجل واحد حتى عام 1950 وبعد أن دخلت تركيا مرحلة التعددية الحزبية، ومع ذلك وفي هذه الفترة فقد كانت مناقشات النظام الضعيفة موجودة من وقت لآخر. في هذه الفترة، ومنذ تسلم حزب العدالة والتنمية السلطة في عام 2002 وخاصة بعد عام 2013 فقد نوقش هذا الموضوع بشكل أكبر. كان وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة يزعج القوميين دائماً وكانوا دائماً يقولون للناس بأن الحكومة لديها أجندة خفية. بينما كان حزب العدالة والتنمية يرد على هذه الانتقادات بالقول بأنه ليس لديه أجندة خفية وأنه ليس لديهم مشكلة مع الجمهوريين. ومرة أخرى في هذه الفترة، حيث يتم مناقشة النظام الرئاسي والدستور الجديد، فقد أصبح هذا الموضوع صاحب جدل كبير بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري. في حين يؤكد حزب الشعب الجمهوري على أهمية النظام البرلماني الإنجليزي الصنع، يقول حزب العدالة والتنمية إنه ليس من الممكن استمراره مع النظام الحالي، أو مع ضرورة وأهمية النظام الرئاسي. يرى حزب الشعب الجمهوري أن هذا الأمر هو تغيير للنظام أكثر من كونه مناقشة النظام، وكانوا قد أكدوا بشدة على أن هذا التغيير هو خط أحمر بالنسبة لهم لا جدال فيه. وبعبارة أخرى فإن حزب الشعب الجمهوري يسعى في اتجاه استمرار النظام البرلماني. حتى إن رئيس حزب الشعب الجمهوري كيليتشدار أوغلو قد قال حول مناقشات نظام الرئاسة في الأشهر الماضية: “دعونا نغير الدستور! لماذا؟ سنجلب النظام الرئاسي. حيث سيتحدث شخص واحد، وستسكت تركيا. وسيتحدث شخص واحد، وسيعطي القاضي الحكم بناءً على ذلك. وسيتحدث شخص واحد، وسيتم إعداد قوائم النواب وفقاً لذلك. لا يمكن تحقيق مثل هذا النظام الرئاسي في هذا البلد دون إراقة الدماء”. وبعبارة أخرى فإن حزب الشعب الجمهوري (الموالي للإنجليز) يرى هذا التغيير بأنه أمر موجود. حيث يجب النظر إلى الهجمات الإرهابية المتزايدة من هذا السياق. حيث قال كيليتشدار: “لا يمكن تحقيق النظام الرئاسي في هذا البلد دون سفك الدماء”. ويشير البيان إلى أن بريطانيا تقوم بمثل هذه الهجمات مع الجماعات التابعة لها في حزب العمال الكردستاني. حيث يريدون إثارة الخوف والفوضى بين الناس من خلال ذلك، ومن خلال ردود الفعل ضد الحكومة. حيث إنه من الملاحظ أن الهجمات الإرهابية تزداد كلما زاد النقاش حول موضوع النظام الرئاسي وموضوع الدستور الجديد. مثل التفجيرات الأخيرة التي وقعت في حي بشيكتاش في اسطنبول وفي قيصرية… حيث إن بريطانيا تحاول إيصال رسالة مفادها “إما أن تتخلى عن إصرارك على النظام الرئاسي أو أننا سنحرق البلاد”. إن الأحداث في تركيا وتلك الموجودة في سوريا تشير على ما يبدو بأن الهجمات الإرهابية ستزداد.
ورداً على هذا فإن حزب العدالة والتنمية يرد على تحركات الإنجليز بتدابير أمنية مشددة ويريد أن ينفذ النظام الرئاسي مهما كان الثمن. فبعد هجوم قيصرية الأخير، قال نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش خلال مقابلة أجريت معه حول التطورات الأخيرة “هذه الهجمات هي توابع لـ 15 تموز/يوليو” حيث يشير بقوله إلى الإنجليز. وبعبارة أخرى فإن كلا الطرفين يراوغان ويدليان بالتصريحات. ومن ناحية أخرى فإن حزب العدالة والتنمية يريد أن يبين للناس بأن تصريحات حزب الشعب الجمهوري حول تغيير النظام غير عادلة وليس من الممكن الاستمرار مع النظام البرلماني. وبعبارة أخرى فقد صرحوا بأنه ليس لديهم مشكلة مع النظام وأن النظام ضد مطالبات حزب الشعب الجمهوري. ولهذا السبب فقد قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم “انتهت مناقشات النظام في عام 1923 بشكل نهائي”. حيث ينبغي النظر إلى الموضوع من هذا السياق. في الواقع فإن حزب العدالة والتنمية يدافع عن الجمهورية أكثر من حزب الشعب الجمهوري ويعظم هذا النظام أكثر منهم.
لقد نسي كلا الطرفين أن الأمة تريد الخلافة وتعمل من أجلها. وحتى لو تمكن حزب العدالة والتنمية بجلب وتنفيذ النظام الرئاسي، فإن مناقشات النظام لن تنتهي. وفقط عندما يقيم حزب التحرير دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بإذن الله، عندها فقط ستنتهي مناقشات النظام وستكون الكلمة الأخيرة حول هذا الموضوع لحزب التحرير بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك