حرب اليمن تكشف الصراع الأنجلو أمريكي في المنطقة
الخبر:
صحيفة “واشنطن بوست” تقول إن علي صالح يقف عقبة أمام نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
التعليق:
من المعلوم أن بريطانيا لم تتخلَ عن اليمن منذ مغادرتها الشكلية له في عام 1967م، وإنما مع ازدياد المقاومة ضد وجودها لأكثر من قرن في عدن، قامت بتسليم الحكم للجبهة القومية عبر مفاوضات شكلية في جنيف، تم بموجبها إبعاد جبهة التحرير (التابعة لجمال عبد الناصر آنذاك) وتسليم الحكم للجبهة القومية الموالية للإنجليز، ومنذ ذلك التاريخ والإنجليز حريصون على عملائهم في المنطقة ومنهم علي عبد الله صالح.
إلا أن أمريكا لم تيأس وتحاول مرارا أن يكون لها قدم في اليمن إما من خلال الاتفاقيات الأمنية أو تأهيل الجيش أو نزع الألغام أو عن طريق عملائها داخل البلاد وأبرزهم عبد الملك الحوثي وجناح الحراك الجنوبي الموالي لإيران، إلا أن محاولات أمريكا لبسط نفوذها الكامل في اليمن تبوء بالفشل، وقالت الصحيفة الأمريكية إن علي صالح هو أحد أبرز المشكلات التي تقف عقبة أمام نفوذ واشنطن وسياساتها في الشرق الأوسط.
كما أضافت الصحيفة أن المخلوع صالح يقف عقبة أيضا أمام السعودية في حربها الحالية في اليمن.
ويظهر من زيارة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي لمنطقة الخليج، أن بريطانيا مصممة على الحفاظ على مستعمراتها القديمة وغير مستعدة للتنازل عنها، ودل على ذلك تصريحات ماي (إن أمن الخليج من أمن بريطانيا، ولن نسمح لإيران بتهديد أمن الخليج)، وذكرت بالقواعد العسكرية الثابتة التابعة للتاج البريطاني في كل من الإمارات والبحرين والكويت.
وهنا يظهر مدى التنافس الغربي على النفوذ والثروة في اليمن والخليج عموما، ورغم اتفاق الغرب على محاربة الإسلام وعودته كنظام حكم وأنظمة حياة، تحت ما يسمى محاربة (الإرهاب)، إلا أن ذلك الغرب يتنافس فيما بينه على المصالح الحيوية التي يجنيها من المنطقة. وهذا ما يفسر إمساك الملف اليمني بيد ما يسمى الرباعية الدولية (أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات) في دلالة واضحة على رموز الصراع في المنطقة.
وليس أمام أهل اليمن إن أرادوا أن يحلوا هم قضاياهم ويتملكوا خيرات بلادهم، إلا أن يخرجوا من رباعية الاستعمار تلك، التي ترهن قضايا الأمة وخيراتها بيد أعدائها، وأن يسيروا خلف مشروع الأمة القادم وهو الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – اليمن