الأزهر الشريف يئن ويشكو إلى الله سوء صنيعكم أيها “العلماء”
الخبر:
“بيت العائلة” في الأزهر يستقبل وفد ميانمار المشارك في مؤتمر الأزهر للحوار بمصر لتعريفهم بتجربة “بيت العائلة المصرية”، ودوره في الحفاظ على وحدة النسيج الوطني المصري.
وأوضح المنسق العام لـ”بيت العائلة” أن إرادة الله عز وجل أن يخلق البشر مختلفين ليتعارفوا، ولا مبرر للتناحر والاقتتال بين المختلفين، مشيراً إلى الحوار الذي يرعاه شيخ الأزهر أحمد الطيب بين مكونات المجتمع في ميانمار من أجل السلام ونشر روح التسامح، وإلى ما قاله عن رفض الأزهر الشريف لمصطلح “الأقليات” ودعوته لاستبداله بمبدأ “المواطنة” للمساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو لغتهم. (المصدر: شبكة هوربوست 2017/01/07م)
التعليق:
إن الانحطاط الشديد الذي طرأ على فهم الأمة الإسلامية لدينها، والفتور الذي أصابها تجاه ما تراه من تغييب لأحكام الشريعة بعد أن هدمت الخلافة، كان ولا يزال لعلماء السلاطين الباع الأطول فيه، فهم بدل أن يكونوا نجوماً يُهتدى بها ويقتبس المسلم من نورهم ويقتدي بهم، أصبحوا بسوء عملهم وليِّهم لأعناق النصوص الشرعية، وتأويلهم لما لا يحتمل التأويل منها، أصبحوا بذلك عبئا على الأمة وأركسوها بفتاويهم في جور وطغيان الحكام الرويبضات، بل وأسلموها فريسةً سهلةً لأعدائها يقتلون أبناءها رجالا ونساء وينهبون ثرواتها، فصاروا بذلك أبغض خلق الله إلى الله تعالى، وكما ورد في الحديث الذي أخرجه ابن عدي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله r: «إن في جهنم وادياً تستعيذ منه كل يوم سبعين مرة، أعده الله للقراء المرائين في أعمالهم وإن أبغض الخلق إلى الله عالم السلطان». نعم إن حال العالم الذي يقف حائلاً دون نهوض الأمة، ويُلبس عليها طريق عزتها، كمن استبدل بما أنعم الله عليه من علم ومعرفة، غضب الله ومقته الشديد، وما الخبر الوارد أعلاه إلا خير مثال على ما وصل إليه علماء السلاطين في الأزهر من خيانةٍ لله ورسوله والمؤمنين، فبدل أن يستنفروا جيوش الأمة من أجل نصرة إخوتهم الروهينغا والانتقام لهم من البوذيين الكفرة الذين ساموهم سوء العذاب، بدل أن يفعلوا هذا، قاموا بدعوة القتلة المجرمين لحوارهم بتذلل ودنية، وكأنّ الذي يجري في ميانمار ليس بحرب إبادة جماعية بحق مَن تربطنا بهم أخوة الإسلام والإيمان من مسلمي الروهينغا، تناسوا قول الله تعالى ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ وقول رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته…».
إن خلاص الأمة من حكام السوء ومطاياهم من علماء السلطان بات قريباً بإذن الله تعالى، فها هي الأمة وبعد سباتٍ طويلٍ قد نفضت عنها غبار الذل والمهانة والخوف، وقامت تنشد عزها الضائع، وتزهق أنفاس الملك الجبري المتهالك، وتحقق بشرى رسول الله rبخلافةٍ راشدةٍ على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل