Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال

 

مع الحديث الشريف

 

باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال

  

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في”باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال”.

 

حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا، فيلقون في نهر الحيا أو الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية؟.

لعل في هذا الحديث تصويرا واضحا لما سيكون عليه أهل الكفر والمعاصي بعد دخولهم النار، ولعل في هذه الصورة البشعة لهؤلاء وهم في جهنّم تسرية للمؤمنين عمّا يلاقون من عذاب ومن قتل وظلم وقهر على أيدي هؤلاء الكفرة الفجرة، الذين تسلطوا على المسلمين في هذا الزمان وفي غيره، فأذاقوهم مرّ الحياة وجرّعوهم الذل كؤوسا.

 

أيها المسلمون:

 

ورغم ظلام هذه الحياة وسوادها، ورغم هذه المعاناة التي لحقت بهذه الأمة الكريمة، رغم بشاعة المشهد إلا أن العمل لتغيير هذا الواقع الأليم يجري على قدم وساق، على أيدٍ متوضئة لا تخشى في الله أعداءً ولا تحسب لهم حسابا، بل تغذ السير مسرعة نحو الهدف، بلا يأس أو ملل، فهذه طبيعة حياة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في مكة، حيث الصورة نفسها، ألم ومعاناة وتعذيب وملاحقة، وتضحية من أجل الوصول إلى الغاية والهدف، يقابله جدّ وجهد وإخلاص وعمل، تكلل بدولة حصدت الأمل بعد الألم.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم