مصطلح أهل السنة والجماعة الحلقة التاسعة عشرة وصف السادة الأشاعرة بأنهم أهل السنة والجماعة أيضا “فرقة” أو “مذهبا فكريا”
مصطلح أهل السنة والجماعة
الحلقة التاسعة عشرة
وصف السادة الأشاعرة بأنهم أهل السنة والجماعة أيضا “فرقة” أو “مذهبا فكريا”
تربى الإمام أبو الحسن الأشعري على يد المعتزلة، وقد روى السبكي في طبقات الشافعية أن أبا الحسن الأشعري “قام على الاعتزال أربعين سنة، حتى صار للمعتزلة إماما”. وقال الحسين بن محمد العسكري: كان الأشعري تلميذا للجبائي وكان صاحب نظر، وذا إقدام على الخصوم، وكان الجبائي صاحب تصنيف وقلم، إلا أنه لم يكن قويا في المناظرة، فكان إذا عرضت مناظرة قال للأشعري: “نب عني”
ثم يبدو أن الإمام الأشعري اعتكف في بيته طويلا، ثم أعلن عدوله عن الاعتزال، ويقال: ناظر أستاذه أبا علي الجبائي في بعض المسائل وانتصر عليه، فلما اعتكف في بيته 15 يوما يفكر في كل ما تعلمه عن المعتزلة، قالوا: ثم خرج إلى الجامع، وصعد المنبر، وقال: “يا معاشر الناس، إنما تغيبت عنكم هذه المدة لأني نظرت، فتكافأت عندي الأدلة، ولم يترجح عندي شيء على شيء، فاستهديت الله فهداني إلى اعتقاد ما أودعته في كتبي هذه، وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده، كما انخلعت من ثوبي هذا، وانخلع من ثوب كان عليه ورمى به”.
ورزق الإمام الأشعري بأتباع كثيرين من العلماء الأقوياء من شافعية ومالكية وأحناف، منهم أبو إسحاق الإسفرائيني، وأبو بكر القفال، والجرجاني والباقلاني وابن فورك والبغدادي، والقشيري وإمام الحرمين وابن عساكر والرازي والآمدي والعز بن عبد السلام، والغزالي والشاشي، وغيرهم الكثيرون.
خالف الأشاعرة المعتزلة في الصفات، فأثبتوا لله تعالى الصفات كالعلم والقدرة والإرادة، وخالفوا المعتزلة في مفاهيم كثيرة.
قال القشيري في أبي الحسن “بسم الله الرحمن الرحيم، اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن الأشعري كان إماما من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث، تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة، ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدع، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين سيفا مسلولا”.
ومن أهم أفكار الأشاعرة: إثبات الصفات فإثبات العلم والقدرة والإرادة دلالة على صفات متميزة لأنه لا معنى لكلمة عالم إلا أن يكون ذا علم، والقادر ذا القدرة، وهي صفات متعددة، وهذه الصفات قائمة بذاته تعالى لا هي هو ولا هي غيره، ومن أفكارهم: أن الألفاظ المنزلة على لسان الملائكة إلى الأنبياء دلالات على الكلام الأزلي، والدلالة مخلوقة محدثة، والمدلول قديم أزلي، وتوسطوا بين الجبر والاختيار في مسألة القضاء والقدر، وقالوا بالكسب، وفي مسألة العدل قالوا إن الله لا يُسأل عما يفعل، وإن الله ليس ملزما في عمله بغاية.
ثم ظهر الماتريدية، وسمي الأشاعرة والماتريدية وأتباعهم بأهل السنة، وقد يسمون أيضا بالأثريين، نسبة إلى الأثر وهو الحديث، مقابل تسمية المعتزلة أنفسهم: أهل التوحيد والعدل، وسمي المبتدعة أهل الأهواء.
يقول الأستاذ أحمد أمين في كتاب ظهر الإسلام، والسنة في أهل السنة تحتمل أحد معنيين: إما أن تكون السنة بمعنى الطريقة، أي أن أهل السنة اتبعوا طريقة الصحابة والتابعين في تسليمهم بالمتشابهات من غير خوض دقيق في معانيها، بل تركوا علمها إلى الله، وإما أن تكون السنة بمعنى الحديث أي أنهم يؤمنون بصحيح الحديث، ويقرونه من غير تحرز كثير، وتأويل كثير كما يفعل المعتزلة.
واسم أهل السنة كان يطلق على جماعة من قبل الأشعري والماتريدي وهم أصحاب الحديث كانوا أهل السنة منهجا، وقد حكي لنا أن جماعة كانت تناهض المعتزلة قبل الأشعري ولما جاء الأشعري وتعلم على المعتزلة اطلع على مذهب أهل السنة، وتردد كثيرا في أي الفريقين أصح، ثم أعلن انضمامه إلى أهل السنة، وخروجه على المعتزلة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الفقير إلى رحمة الله تعالى: ثائر سلامة – أبو مالك
لمتابعة باقي حلقات السلسلة