Take a fresh look at your lifestyle.

استحواذ حكومة رابطة عوامي على “بنك بنغلادش الإسلامي المحدود” والفشل الحتمي لسياسة الواقع “سياسة التدرج”

 

 استحواذ حكومة رابطة عوامي على “بنك بنغلادش الإسلامي المحدود”

 

والفشل الحتمي لسياسة الواقع “سياسة التدرج”

 

(مترجم)

 

الخبر:

 

في الخامس من كانون الثاني/يناير، قام الحزب الإسلامي السياسي حزب الجماعة الإسلامي الذي يسيطر على البنك الذي يحقق أكثر الأرباح في القطاع الخاص في بنغلادش، بنك بنغلادش الإسلامي المحدود ((IBBL، قام بإحداث تغييرات كبيرة في كبار مسؤوليه. بما في ذلك تعيين شخصيات علمانية موالية للحكومة في منصبي رئيس البنك ومديره العام، وقد أُدخلت تغييرات أيضًا في مجلس الإدارة وفريق الإدارة. وبمعزل عن العديد من الأحزاب والشخصيات السياسية الإسلامية السائدة، فإن عددًا من الأحزاب السياسية القومية والشخصيات الإعلامية انتقدت بشدة حكومة عوامي على هذا العمل المخزي الذي استحوذت فيه بالقوة على مثل هكذا بنك خاص ذي شعبية، وأعربوا عن تخوفهم من أن يكون لذلك أثر سلبي على القطاع الخاص في البلاد.

 

التعليق:

 

يُعد بنك بنغلادش الإسلامي أكبر بنك يستند إلى الشريعة في بنغلادش وقد بدأت رحلته كأول بنك إسلامي في جنوب وجنوب شرق آسيا. ومنذ تأسيسه عام 1983 شغل مناصب مجلس إدارته أشخاص يرتبطون بالجماعة الإسلامية. من صناع السياسة كرئيس مجلس الإدارة المدير العام إلى المديرين التنفيذيين والموظفين في السلم الأدنى، ودائما ما كانوا من أعضاء الجماعة الإسلامية أو مؤيديها. ومن ثم فلا عجب من اعتبار السيطرة على مثل هذه المؤسسة الكبيرة التابعة منذ وقت طويل للجماعة، والتي كانت بمثابة عمودها الفقري المالي، خطوة حادة من قبل النظام تهدف إلى إلحاق أضرار كارثية في الحزب.

 

دعونا نلقي نظرة أكثر خطورة لهذه النتيجة المؤسفة التي يعاني منها الآن واحد من أكبر وأكثر الأحزاب الإسلامية تأثيرا التي تقف اليوم وجهًا لوجه أمام التغيير الذي لطالما تبنت سعيها لتحقيقه عبر هذه المؤسسة. إن الهدف المقصود للجماعة الإسلامية عبر بنك بنغلادش الإسلامي لا بد من تقييمه في ضوء “نهج التدرج” أو “الأسلمة” الذي ينادون به – وهو مفهوم عملي يسعى إلى إقامة الدولة الإسلامية عبر أسلمة مؤسسات الكفر ببطء، عوضا عن اتباع نهج جذري لتغيير المجتمع تغييرا جذريا شاملا بعد إقامة دولة الخلافة أولا. إن أنصار هذه المنهجية “أي التدرج” يعتقدون وينشرون دوما فكرة تقول بأن إقامة الدولة الإسلامية (الخلافة) يمكن أن يكون في ظل سيطرة الكفر العلماني على المجتمع، والحقيقة هي أنها فكرة خيالية رومانسية غير عملية. وعوضا عن ذلك فإننا مطالبون بالاعتقاد بأنه من الممكن السيطرة على جميع مؤسسات المجتمع الكافر عبر أسلمتها تدريجيا. إن فكرة الوصول إلى حلول وسط مع المعتقدات والنظم الأخرى باسم “تحقيق المصالح” هي ضرب من اتباع منهج الكفر الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) للوصول إلى تحقيق أهداف إسلامية عن طريق الابتعاد عن مبادئ الشريعة! وهكذا أصبحنا نرى ظهورا للبنوك الإسلامية وشركات التأمين الإسلامية وغيرها من مؤسسات إسلامية مماثلة في العديد من المجالات الأخرى في مجتمع كفر، كجزء من نهج تدريجي لفرض الإسلام في كل القطاعات ما من شأنه أن يمهد باعتقادهم لإقامة الدولة الإسلامية في نهاية المطاف.

 

إن النتيجة المقيتة التي وصلت إليها إحدى الأدوات الحاسمة ذات النفوذ، أي بنك بنغلادش الإسلامي، بأيدي المتدرجين هي مثال صارخ على مغالطة منهجية “التدرج”. إن أنصار هذه الطريقة فشلوا دائما في فهم كون مؤسسات نظام الكفر المختلفة موجودة في الأصل لحماية الأسس التي يقوم عليها النظام، وليس السماح للناس من أيديولوجيات منافسة باستخدامها لتدمير النظام. ومن أجل الترويج لفكرة “البنوك الإسلامية”! مع وضع نقاش كيف يمكن على وجه الأرض أن يكون بنك باحتياطي في البنك المركزي إسلاميا جانبا!؟ فإن الجماعة الإسلامية قدمت تنازلات كثيرة لاستعادة نفوذها على هذه المؤسسة الضخمة التي رعتها لفترة طويلة. في الآونة الأخيرة، قام بنك بنغلادش الإسلامي بتنظيم “محفل دعاء” للشيخ مجير الرحمن في ذكرى وفاته، ولإبقاء الحكومة في حالة من الرضا عشرات ملايين التاكا تقدم لصندوق الحكومة، بل إنهم في حادثة حديثة شكروا الله “عبر وسائل الإعلام” على نجاة رئيسة الوزراء حسينة من حادث تحطم الطائرة؛ كل هذه التكتيكات لا يمكن أن تكون بحال من الأحوال مؤشرا على السياسة الشرعية المعيارية.

 

دائما ما فتن “الإسلاميون المتدرجون” بالنماذج السياسية الغربية التي أصبحت النموذج الوحيد الذي يرونه والذي يبعدهم حقا عن إقامة الدولة الإسلامية. وهكذا فعوضا عن الدعوة لتغيير جذري شامل للمجتمع بأسره، فإن الجماعة الإسلامية تعتقد دوما بأن أسلمة القطاعات العلمانية المختلفة في بنغلادش ستجعل منها في نهاية المطاف قطاعات إسلامية، ما من شأنه أن يجبر الحكومة العلمانية على التراجع عن السلطة. ولكن ما رأيناه في الحقيقة هو اضطرار الجماعة إلى تغيير شعارها بإقصاء كلمة “أقيموا الدين” في عام 2016 وكذلك باستخدام اللونين الأحمر والأخضر على ما يشبه علم بنغلادش مع كتابة اسم “بنغلادش” على الجزء الأحمر (على الرغم من أن ما كتب في أدبياتهم هو كون القومية أمرا محرما في الإسلام). والآن بعد أن فقدوا السيطرة على كيانهم الأكثر نفوذا داخل القطاع المالي في البلاد إلى جانب بقاء المؤسسات الأخرى غير السياسية على حالها، فإن فكرة “الأسلمة” أو “التدرج” قد أصبحت بمثابة المدينة الفاضلة. وقد اقتنع الناس اليوم بأن انتهاج طريق “البرغماتية” للاقتراب من إقامة الدولة الإسلامية عبر “أسلمة الكفر” سيدخل “الكيانات الإسلامية” في دوامة “الكفر”.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عماد الأمين

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلاديش

 

2017_01_20_TLK_3_OK.pdf