Take a fresh look at your lifestyle.

حقوق المرأة ونفاق الرأسماليين

 

حقوق المرأة ونفاق الرأسماليين

 

 

الخبر:

 

ذكرت وكالة الأنباء البريطانية الجارديان يوم السبت 21/1/2017 خبر الاحتجاجات النسائية التي تعم أرجاء الولايات المتحدة وغيرها من مدن أوروبا ضد الرئيس الأمريكي الجديد ترامب. تحت عنوان “بالتزامن مع توليه رئاسة الولايات المتحدة، مسيرات نسائية احتجاجاً على ترامب”.

 

التعليق:

 

تحت شعار “وومنز مارش” أي “مسيرة النساء” احتشد آلاف من الرجال والنساء في العاصمة الأمريكية واشنطن حيث يتوقع أن يصل عددهم لربع مليون شخص، في وقت تُنظم فيه مسيرات داعمة في باقي مدن الولايات المتحدة، وفي أرجاء أوروبا تضامناً مع مسيرة واشنطن. حيث رفعت شعارات “لا للعنصرية”.

 

600 تظاهرة تجري في مختلف دول العالم احتجاجا على تصريحات ترامب ضد المرأة وكذلك ضد المهاجرين والمسلمين.

 

وارتدت بعض المشاركات في المسيرة قبعات باللون الوردي وحملن لافتات كتبن عليها عبارات تنتقد نظرة ترامب للمرأة، في إشارة إلى عبارات جنسية تلفظ بها ترامب في شريط مسجل يعود لعام 2005 مما أثار موجة واسعة من الغضب.

 

تصريحات ترامب ونظرته المهينة للنساء، تم استغلالها أثناء السباق الانتخابي بينه وبين منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بشكل مثير للاشمئزاز. حيث تراشقا التهم، بين أقوال ترامب البذيئة وأفعال بيل كلينتون المخزية بحق النساء. وكلاهما كان يلعب على وتر حقوق المرأة وكرامتها لأجل مصلحته الخاصة.

 

خاطبت هيلاري كلينتون أثناء الانتخابات النساء قائلة: “لا يمكن أن نسمح لهذا الرجل أن يصبح رئيسا”. وفي تغريدة أخرى قالت “النساء لديهن القدرة على وقف ترامب”. وتبين أن كلينتون عاجزة أمام ما يريده الرأسماليون، الذين داسوا على المبدأ الرأسمالي أكثر من مرة لأجل مصالحهم الخاصة. فوصل ترامب للرئاسة رغم الأغلبية الرافضة له، ورغم الأوهام التي رسموها للنساء عن قدرتهن وحقهن في التغيير والوصول للمناصب القيادية.

 

الآن تواصل النساء في العالم الاحتجاج على ترامب، بينما لا أحد يستمع حقيقة لهن. تنقل وكالات الأخبار بثاً مباشراً للمسيرات النسوية، ويسمع العالم الخطب ويرى اللافتات. لكن الواقع يقول إن القرارات التي تتخذ في البيت الأبيض لن تتغير. فالمشرعون هم أصحاب رؤوس الأموال. وآن لنساء الولايات المتحدة أن يدركن أن الرأسمالية لم ولن تنصفهن يوماً.

نفاق الرأسماليين ربما يتجلى في المفارقة بين تصريحات ترامب السابقة عن النساء والذي اضطره دخوله السباق الانتخابي للاعتذار عنها، لأجل تلميع صورته أمام الناخبين، وبين ما يظهر من أن ابنته إيفانكا ترامب تلعب دور السيدة الأولى بامتياز، بحسب مراقبين، فارضة حضورها في دائرة القرار، مع زوجها جارد كوتشر الذي عينه ترامب مستشارا كبيرا له. (روسيا اليوم 21/1/2017) وهي ذاتها التي شملتها تعليقاته البذيئة في الشريط المسجل عام 2005!

 

في إحدى المقابلات بعد فوز والدها بالرئاسة، قالت ايفانكا: “إنها ستستخدم موقعها كابنة الرئيس لمناصرة قضايا المرأة والقضايا الإنسانية”، في حين اتهمها الإعلام بأنها من خلال مقابلتها المتلفزة سعت للترويج لشركاتها الخاصة بها. فهل تقصد ترامب آلاف النساء اللاتي يتجمهرن تحت الثلج احتجاجاً على سياسة والدها بحق المهاجرين والأقليات والنساء؟؟

 

إن الرأسمالية مبدأ النفعية، والنفاق الفكري والانحطاط الأخلاقي، وليس ترامب حصراً بل هو مثال يتجلى فيه عفن الرأسمالية وظلمها للنساء. فحقوق النساء وكرامتهن صارت ورقة ابتزاز بين كلينتون وترامب من قبل، وها هي تصبح شعاراً لابنة ترامب لتدخل عبره البيت الأبيض وتشتري بضعة أصوات تؤيد والدها إبان دخوله للبيت الأبيض.

 

هذه الاحتجاجات الواسعة تكشف وجه الرأسمالية البشع، الذي ألقى ويلقي بكرامة الإنسان وإنسانيته تحت أقدام سلطة المال والمنصب. فوز ترامب كان بدعم قطاع واسع من الرأسماليين الذين رأوا فيه تجسيداً للعنصرية الأمريكية، وشعار “أمريكا أولاً” الذي رفعه ترامب ليس إلا تجسيداً لهتلر جديد في نظريته عن تفوق الجنس الآري. وهي بالتأكيد تُسقط كل شعارات الرأسمالية الكاذبة عن التعايش والمساواة وحقوق الإنسان، والتي تنكر لها ترامب الحاقد على المسلمين، الذي يرى في المرأة أداة إغواء رخيصة، ويقطر لسانه سماً عن العرب والمسلمين.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أختكم بيان جمال

 

 

2017_01_23_TLK_4_OK.pdf