اتحاد علماء المسلمين يحذر من نقل سفارة أمريكا إلى القدس!
الخبر:
الجزيرة: حذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من عواقب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ودعا الأمة الإسلامية لنصرة القضية الفلسطينية.
وقال الاتحاد في بيان له يوم السبت إن تعهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة مخالفة صريحة لقرارات الأمم المتحدة، وطالب المنظمات الدولية بحماية حقوق الفلسطينيين الشرعية والقانونية.
كما حث الأمة الإسلامية وقادتها على القيام بواجبهم تجاه قضية القدس وفلسطين، وقال إن “ما أصاب العالم الإسلامي من تفرق وتمزق هو ما شجع الطامعين المتربصين على انتهاز هذه الفرصة لمزيد إضعاف الأمة”.
وقال الاتحاد إن “الأمة الإسلامية بمفكريها وعلمائها وقادتها لن تقبل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف، لأن هذا السلوك يبث روح النزاع والشقاق، ويدعم أصحاب الأفكار المتشددة، ويدعو إلى إشعال نار الكراهية ضد من يعتدون على حقوق الشعب الفلسطيني”.
التعليق:
خمسون عاما مضت على احتلال القدس، وما يقرب من سبعين عاما من احتلال فلسطين ولم نر تحركا لجيوش المسلمين لتحرير القدس وفلسطين، ولكن ما نراه هو تسابق حكام المسلمين على الصلح مع يهود…
إذا كنتم أيها العلماء غيورين حقا على القدس فإن القدس بحاجة إلى تحرير، بحاجة إلى همة العلماء لكي يقفوا صفا واحدا ويقودوا الجيوش لتحرير القدس كما صنع صلاح الدين الأيوبي رحمه الله. إن القدس بحاجة لكم لكي تقفوا صفا واحدا في وجه القادة والحكام الذين يجتمعون مع حكام يهود، وقبل أن تدعوا وقوفكم في وجه أمريكا ونقل سفارتها إلى القدس، اسبقوا أمريكا وحرروا القدس وفلسطين، وخلصوا العالم من ظلم أمريكا وكيان يهود.
أيها العلماء! أنكروا على حكامكم التطبيع مع كيان يهود، أنكروا عليهم خيانتهم، اصنعوا أيها العلماء صنيع العز بن عبد السلام رحمه الله عندما كان في دمشق، وكان الحاكم رجلاً يقال له الملك الصالح إسماعيل، من بني أيوب، فولى العز بن عبد السلام خَطابة الجامع الأموي، وبعد هذه الفترة قام هذا الملك بالتحالف مع أعداء المسلمين، فحالفهم، وسلم لهم بعض الحصون، كقلعة الشقيف وصفد، وبعض المدن، من أجل أن يستعين بهم على قتال الملك الصالح أيوب في مصر، تعاون مع أعداء المسلمين ليتقوى بهم فينتصر على المسلمين، إنه مسلم يستعين بكافر على قتال مسلم! – أرأيتم إلى التاريخ كيف يعيد نفسه – فلما رأى العز بن عبد السلام هذا الموقف الموالي لأعداء المسلمين لم يصبر، فصعد المنبر، وتكلم، وأنكر، وقالها صريحةً، وقطع الدعاء، وختم الخطبة بقوله: اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشدا، تعز به وليك، وتذل فيه عدوك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، ثم نزل، وعرف الأمير الملك الصالح أنه يريده، فغضب عليه غضباً شديداً، وأمر بإبعاده عن الخطابة، وسجنه وكان الملك الصالح إسماعيل قد عقد اجتماعاً مع بعض زعماء أعداء المسلمين، وكان اجتماعهم قريباً من العز بن عبد السلام، حيث يسمعون قراءته للقرآن، فقال: هل تسمعون هذا الذي يقرأ؟ قالوا: نعم، فقال متفاخراً: هذا هو أكبر علماء المسلمين سجناه لأنه اعترض علينا في محالفتنا لكم، وتسليمنا لكم بعض الحصون، والقلاع، واتفاقنا معكم على قتال المصريين، فقال له ملوك الأعداء: لو كان عندنا رجل بهذا الإخلاص للأمة، وبهذه القوة، وبهذه الشجاعة، لكنا نغسل رجليه، ولشربنا الماء الذي غسلنا به رجليه، فأصيب الملك بالخيبة والذل.
كونوا أيها العلماء كالعز بن عبد السلام أو ابن تيمية أو غيرهما من علماء المسلمين الذين نصروا الله فنصرهم الله، وقفوا مواقفهم التي غيرت مجرى التاريخ، سيروا على نهجهم وغيروا مجرى التاريخ وأعيدوا وحدة الأمة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد سليم – فلسطين