ترامب ليس رئيساً أمريكياً أكثر جُرماً من سابقيه
فكلهم لم يدخروا جهداً في الكيد ضد الإسلام والمسلمين
الخبر:
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الجديد (دونالد ترامب) منفتح على فكرة تنفيذ عمليات مشتركة مع روسيا ضد “تنظيم الدولة الإسلامية” في سوريا، وفي وقت سابق نفى البنتاغون ما ذكرته وزارة الدفاع الروسية حول تنسيق الدولتين في غارات جوية مشتركة ضد “تنظيم الدولة الإسلامية” يوم الأحد. وأشار (سبايسر) إلى أن (ترامب) أبلغ وزير الدفاع الأمريكي (جيمس ماتيس) عن تغيرات ستطرأ في كيفية التعاطي مع “تنظيم الدولة الإسلامية”، وأضاف: “خلال هذا الوقت سيستمر (ترامب) بعقد مناقشات تتعلق بالعمليات العسكرية المشتركة وما الذي يريده منها”.
التعليق:
تحدث المراقبون في جميع أنحاء العالم عن قدوم ترامب إلى البيت الأبيض، وكان جلّهم متشائماً من أن “المُصارِع” الجديد لن يكون له صاحب، وكأن سابقيه من الرؤساء الأمريكيين كان لهم صاحب غير الرأسماليين الذين موّلوهم للوصول إلى البيت الأبيض! منذ أن شنّت أمريكا حملتها الصليبية ضد الإسلام والمسلمين في السابع عشر من كانون الثاني/يناير 1991م، لم تتوقف عن قتل وملاحقة واستهداف الإسلام والمسلمين، فكان احتلال أفغانستان بعد قتل وتهجير وتدمير الأخضر واليابس، تبعه مثل ذلك في العراق، ولم تتوقف أمريكا يوماً منذ ذلك التاريخ عن القيام بالعمليات العسكرية في مختلف بلدان العالم الإسلامي، لدرجة أنها أوجدت جيوشاً من المرتزقة للقيام بالعمليات التفجيرية والتصفوية من مثل: “بلاك ووتر” و”XE”، وآخر الرؤساء المجرمين كان أوباما الذي برز في فترة حكمه القتل الإلكتروني الموجه عن بعد من خلال الطائرات بدون طيار، جنباً إلى جنب مع استخدام جيوش المرتزقة آنفة الذكر، فلم تسلم مختلف بلدان المسلمين من هذه العمليات، ابتداء من باكستان وأفغانستان، مروراً باليمن والعراق وسوريا، وانتهاء بليبيا وبلدان أخرى.
أما بالنسبة للدور الأمريكي في سوريا، فإنه إلى جانب مساندة أمريكا لنظام الطاغية بشار في السر والعلن، فإنها لم تتوقف يوماً عن القيام بطلعات جوية لقصف مواقع المجاهدين، والقيام بعمليات عسكرية نوعية للنيل من المخلصين في الثورة السورية، فلا معنى حقيقياً لما ذكره البيت الأبيض من استعداد ترامب للمشاركة في عمليات عسكرية ضد التنظيم، فهو لم يتوقف يوماً عن استهداف الثورة المخلصة تحت هذا المبرر، وأمريكا لم ولن تستهدف كل متواطئ معها ضد الثورة المخلصة، وتجلى ذلك في تراشق الاتهامات بين المالكي وكيري حول من أوجد تنظيم الدولة، أهي أمريكا كما قال عميلها المالكي؟ أم المالكي كما قال سيده كيري؟ فالتنظيم لم يُوجد إلا لتبرير النيل من الثورة المخلصة.
لم تبقَ جريمة تخطر على قلب شيطان إلا واقترفتها أمريكا ضد الإسلام والمسلمين، لذلك لا يَحار ذو اللب فيما يمكن أن يقوم به ترامب في سوريا وضد الإسلام والمسلمين، فهو سيظل سائراً على نهج الإجرام الذي تبنّته حضارته الأمريكية المجرمة، والفارق الوحيد بينه وبين أسلافه هو أنه يبوح بما في صدره من بغضاء، فهو كما وُصِف بليدٌ وليست لديه خبرة دبلوماسية، ولا يفهم إلا لغة حلبات المصارعة، أما سابقوه من الرؤساء فقد كانوا كما قال الشاعر: “يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً، ويَروغُ منكَ كما يروغُ الثّعلبُ”.
يجب على المسلمين أن يتعدوا دور المراقب لمن يأتي للبيت الأبيض، والمتفائل بمن يوهمهم أنه سينصفهم، والمتشائم بمن يصرح بعكس ذلك، إلى حمل الإسلام وعرضه على العالم أجمع ومنه أمريكا، كبديل حضاري يخرج الناس من جبروت وبطش الرأسمالية إلى عدل الخلافة على منهاج النبوة، فما لم يتم فتح البيت الأبيض من قبل دولة الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريباً بإذن الله، والتي ستنصّب والياً فيه يحكم أمريكا بالإسلام الذي لطالما افترى عليه الحكام المجرمون الذين قطنوا فيه، فإن هذا البيت سيظل وكراً للأشرار المتعاقبين عليه، لا يرقبون في البشرية إلاًّ ولا ذمة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان