السلطات الأوزبيكية تعيد ترسيم وتخطيط الحدود
في حين إنّ الواجب هو أن تلغى تماماً
(مترجم)
الخبر:
أصدر رئيس أوزبيكستان، شوكت ميزياييف، مرسوم “الاستراتيجية لتحقيق مزيد من التقدم في أوزبيكستان” وفي هذا القرار يتوقع أن يعهد الرئيس إلى الوزارات والوكالات لتطوير خطة تهدف إلى تحديد وترسيم حدود الدولة مع الجمهوريات المجاورة في الربع الأول من العام. ولا بدّ أن توفر هذه الوثيقة تسريعاً لعملية التسجيل القانوني لحدود الدولة غير المنسقة مع قرغيزستان وكازاخستان وطاجيكستان وتركمانستان. (http://strategy.regulation.gov.uz/ru/document/table/5?page=2&per-page=5)
التعليق:
كانت النزاعات التي تصاعدت في بعض الأحيان ووصلت إلى مواجهات مسلّحة بسبب الحدود المشتركة مع الجمهوريات المجاورة في الفترة الأخيرة من حكم كريموف، مشكلة يومية لأوزبيكستان. وقد تولى كريموف الذي تمكن من البقاء على رأس الحكومة في أوزبيكستان لفترة طويلة وازَن فيها في تبعيته بين الغرب وروسيا، مهمة الضغط على الجيران على الحدود.
ظهر هذا الترسيم للحدود بين جمهوريات آسيا الوسطى في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، بعد استيلاء النظام الشيوعي على هذه الأراضي تقريباً وكان قائماً على أسس قومية. لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينات، ظهرت على أنقاضه خمس جمهوريات في آسيا الوسطى على أساس هذه الحدود. وبعد أن تمكنت السلطة في كل واحدة من هذه الجمهوريات من جعلها حاميتها الخاصة في مواجهة دولة كبيرة، بدأت كل واحدة منها تحديد حدود ممتلكاتهم. أوزبيكستان كانت في وسط هذه الجمهوريات واشتركت معها جميعها في الحدود.
خلال حكم كريموف، حاولت روسيا باستمرار تعزيز نفوذها في أوزبيكستان. وعندما فشلت في ترتيب الأمر مع كريموف، استخدمت واحدة من الطرق للضغط على أوزبيكستان، الحدود المشتركة للأنهار العابرة للحدود. تحتاج أوزبيكستان للموارد المائية، وتستخدمها لري الحقول. وعلى سبيل المثال، بدأت روسيا بناء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية (HPS) ووقعت اتفاقا مع قرغيزستان لبناء وتشغيل محطة كامباراتا-1 للطاقة الكهرومائية على نهر نارين في عام 2009. وبدأ البناء، لكنه لم ينته أبدا. مثال آخر مشابه كان ببناء روجون للطاقة الكهرومائية على نهر فاخش في طاجيكستان. وقد تم إطلاق هذا المشروع في الاتحاد السوفييتي، لكن العمل فيه عُلِّق بعد ذلك. وفي عام 2004، وبطلب من روسيا ذاتها، استؤنف بناء محطة روجن للطاقة الكهرومائية، لكن ذلك توقف في نهاية المطاف. صرّح كريموف مراراً وتكراراً بأن مشاكل المياه والطاقة في آسيا الوسطى “يمكن أن تتفاقم في المستقبل ولن تتسبب في مواجهات خطرة فحسب بل في حروب أيضا”.
والآن بعد توليه منصبه، أوقف الرئيس الجديد لأوزبيكستان بسرعة الخلافات حول الحدود والتي استمرت لسنوات، وأصدر مرسوماً بشأن تسوية النزاعات على الحدود المشتركة مع جميع جيرانه. وعلى الأرجح فإن شوكت ميزياييف، الذي يوالي السياسة الروسية، لا يرى التهديدات التي كان كريموف يخشاها، وقد فتح ذراعيه لروسيا. ميزياييف سيقدم تنازلات للكرملين، والكرملين في المقابل بعد أن حصل على ما يريد، سيقدم تنازلات لميزياييف وسيحل كل مطالبه بشأن الموارد المائية.
وهكذا فإن المستعمر الكافر، سواء أكان الغرب أم روسيا، يستخدم الحدود التي رسمها بنفسه لتحقيق مصالحه الأنانية الخاصة. إن تعزيز حدود أوزبيكستان ودول الجوار يعني تعزيز قوة الوجود الاستعماري في بلادنا. منذ إعلان ما يسمى “الجمهورية المستقلة” لم يتغير شيء في البلاد. ولم تستقل أي من هذه البلدان استقلالا فعليا، بل على العكس من ذلك، فبعد تحررها من الاستعمار الذي فرضه النظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، ظلّت هذه البلدان تتقلب عملياً بين التبعية للدكتاتورية الروسية والاستعمار الغربي.
إن هذه الجمهوريات لن تنال الحرية والاستقلال إلاّ بعد إلغاء الحدود التي تفرّقها على أسس عرقية والتوحد في وحدة واحدة، كأمة إسلامية واحدة. كانت هذه المنطقة كلها ذات يوم جزءاً من دولة خلافة عظيمة قوية. ومنذ زمن بعيد ارتبطت شعوب هذه الجمهوريات المسلمة وثقافتها ارتباطاً وثيقا بالإسلام. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير