إرغام المسلمين على ابتلاع الوطنية
(مترجم)
الخبر:
قال رئيس أركان الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا يوم الأحد بأن “باكستان لنا جميعًا ولا مكان فيها للتمييز على أساس الدين والمحافظة والقبلية واللّغة والعرق والطائفة أو أي أمر آخر” جاء ذلك خلال زيارته لبارشينار وبيشاور. حيث أحيط إحاطةً تفصيليةً بتفجير يوم السبت في بارشينار. وزار الجرحى في مستشفى كورام.
التعليق:
منذ عهد مشرف جلب حمّام الدم في البلاد مزيدًا من الوعود بشأن جاهزية القوات لهزيمة الإرهابيين. وقد بُذلت جهود خاصة لسحق هوية المسلم وإنهاء أي شعور خاص بالانتماء لهذه الأرض. أسست باكستان على أساس الإسلام وكان شعارها “ماذا تعني باكستان؟: لا إله إلا الله”. غادر الناس بيوتهم وممتلكاتهم وأقاربهم للوصول إلى أرض من شأنها أن توفّر فرصة العيش حياة إسلامية. فقد الناس حياتهم وأمهاتهم وأطفالهم ونساءهم وأعراضهم من أجل الحياة في بلد أن تكون مسلمًا فيه هو مصدر للفخر والاعتزاز. ولا تزال جراحات هدم الخلافة حيّة وعندما هاجر الناس كانوا يأملون في أنهم يتبعون سنة النبي الكريم e، عندما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة…
إنه أمر مثير للقلق أن يحتاج حكامنا الاعتذار عن الدين وذلك لأنهم غيّروه من الإسلام للوطنية. وما يحاول اللواء باجوا إيصاله هو أن الوطنية تعلو على أي شيء آخر. وهذا مناقض لأفكار الإسلام. فالديمقراطية تعطي الحق لأن تكون المصالح الشخصية فوق أمر الله تعالى. وإن كان الجنرال باجوا تحدّث ضد الوطنية فليس أبلغ من القرآن الكريم عندما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.
جاء الإسلام لينهي كل شر وهو الحل الوحيد لكل الفساد الذي نشهده اليوم. وعوضًا عن خوض الحرب من أجل المصالح الأمريكية ومن ثم من أجل مصالحنا الوطنية فإن الواجب علينا أن نأتمر بأوامر الله تعالى وهدي نبيه الكريم e الذي قال في خطبته الأخيرة: «أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ» (مسند أحمد)
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان