Take a fresh look at your lifestyle.

ترامب – رب ضارة نافعة

 

ترامب – رب ضارة نافعة

 

 

الخبر:

 

وقّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، أمراً تنفيذياً بمنع دخول من سمّاهم “الإرهابيين الإسلاميين المتشددين” إلى الولايات المتحدة، فرض بموجبه حظراً لأجل غير مسمى على دخول اللاجئين السوريين. كما فرض ترامب حظراً لمدة 3 أشهر على دخول رعايا 7 بلاد إسلامية؛ وهي العراق، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، وسوريا، واليمن حتى ممن لديهم تأشيرات.

 

واستثنى القرار قبول طلبات اللجوء على “النصارى السوريين” فقط. [الخليج أونلاين]

 

التعليق:

 

إعلان ترامب الحرب على الإسلام ليس بعيدا عن سابقيه من الحكام الأمريكيين الأربعة والأربعين، فالمسلمون لم يكونوا يوما أصدقاء أو حلفاء لأمريكا ولا مرحَّباً بهم بأكثر مما يخدم مصالح الأمريكان أنفسهم.

 

فلا غرابة إذن أن يصدر تصريح كهذا عن رئيس الولايات المتحدة – حتى ولو كان مخالفا للدستور الأمريكي حسب وجهة نظر عدد كبير من المحامين والقضاة – ولم تكن تصريحات أوباما أقل عداوة وخاصة فيما يتعلق بسياسته تجاه كيان يهود الذي كان يعتبرهم الحلفاء الأوفياء وخط الدفاع الأول.

 

لكن ظهور ترامب بهذه الصراحة سبب إحراجا كبيرا لكثير من دعاة الحريات والمناصرين للديمقراطية والمؤمنين برسالة العدالة التي ادعت أمريكا أنها تحملها للعالم “الثالث”.

 

يبدو أن اعتبار “أمريكا أولا” سيكون وبالا عليها حسب ردود فعل الشارع الأمريكي وأصحاب رؤوس الأموال والشركات العابرة للقارات. حيث احتجز عدد كبير من النوابغ الأجانب الوافدين للعمل في الشركات الكبرى وكذلك من المستثمرين الكبار من الدول المعنية بالحظر.

 

الأسباب التي احتج بها ترامب لتبرير هذا المرسوم كانت أمنية بحتة، حيث اعتبر أن المسلمين يشكلون خطرا على أمريكا، وقد ذكر ذلك خلال حفل تولي وزير الدفاع الجديد، الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، مهام منصبه: “لقد فرضت إجراءات رقابة جديدة من أجل إبقاء الإرهابيين الإسلاميين المتشددين خارج الولايات المتحدة. نحن لا نريدهم هنا”.

 

بالرجوع إلى إحصائية عدد القتلى الأمريكان، بالمعدل السنوي خلال عشر سنوات ما بعد أحداث 9/11 نرى أن عدد القتلى على يد المهاجرين الجهاديين الإسلاميين كان قتيليْن اثنيْن فقط، في حين إن القتلى بالرصاص الأمريكي – الأمريكي بلغوا 11.737 قتيلا، وبين هذه وتلك نضع هذه الإحصائية للنظر فيها…

 

(عدد القتلى بأفعال الإرهابيين المتطرفين من أقصى اليمين (أمريكان) 5 قتلى

 

عدد الضحايا على يد الإرهابيين الإسلاميين سواء من الجنود أو المدنيين 9 قتلى

 

قتلى حوادث على يد الأطفال المسلحين 21 قتيلا

 

حوادث صاعقة برق 31 قتيلا

 

حوادث آلات قطع الأخشاب 69 قتيلا

 

حوادث سير، دهس من قبل باص 264 قتيلا

 

السقوط من السرير 737 حالة موت) [روسيا اليوم]

 

أرى أن السيد ترامب يريد صرف النظر عن الأسباب الفعلية لفشل الدولة في حماية الشعب، ألا وهو الاضطراب المجتمعي وانتشار الأمراض النفسية في المجتمع المنحل، وهو بذلك يوجه الأنظار إلى خطر متوهَّم، كالغول الذي تخيف به العجائز الأطفال.

 

ويضاف إلى هذا أن إعلانه عن قبول المهاجرين النصارى من سوريا، ظاهر فيه التعصب الديني الذي يشبه  التعصب العرقي في عهد هتلر، وموسوليني.

 

ألم يخطر ببال ترامب أن هذه البلاد التي قام بذكرها تحديدا كلها – خلا إيران –  بالإضافة إلى أفغانستان تعرضت في العهد الحديث لاعتداءات من قبل الجنود الأمريكان في حروب عديدة، لم تكسب أمريكا حربا واحدة منها، بالإضافة إلى فشلها في نقل طريقتها في العيش (الديمقراطي) إلى هذه الشعوب، والذي يعتبر الفشل الأكبر للمبدأ؟!

 

هذه كلها تشكل معاول هدم لمبدأ الرأسمالية، وما هي إلا أيام معدودة – بإذن الله – ونشهد السقوط المدوي لهذا الجبروت المزعوم لأمريكا، ويتبعه انهيار هذه المنظومة المهترئة من أنظمة الحريات والديمقراطيات، ليحل محلها عدل الإسلام، الرحمة المنزلة من رب العالمين.

 

﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة

 

 

2017_01_31_TLK_2_OK.pdf