Take a fresh look at your lifestyle.

هيئة تحرير الشام… كيف ستحرر الشام؟

 

هيئة تحرير الشام… كيف ستحرر الشام؟

 

 

الخبر:

 

أعلنت عدة فصائل عاملة في سوريا أبرزها جبهة فتح الشام وحركة نور الدين الزنكي عن حل نفسها وتشكيل جسم جديد تحت مسمى “هيئة تحرير الشام”. (وكالات)

 

 

التعليق:

 

لطالما انتظر المسلمون في الشام أن تجتمع الفصائل العسكرية في كيان واحد، وتجتمع على ما يرضي الله، وكثيراً ما خرجت المظاهرات تطالب بتوحد الفصائل واجتماعها، وقد قام حزب التحرير بإطلاق حملة تحت عنوان “بحبل الله لا بحبائل الغرب” حيث طالب الفصائل بالاعتصام بحبل الله ونبذ حبائل الداعمين، وقد سبق هذا الاندماج اندماجات سابقة، وتكتلات عدة، إلا أنها سرعان ما تتلاشى أمام أولى التحديات التي تواجهها.

 

وقد جاء تشكيل الهيئة كردة فعل على الاقتتال فكان من أول حسناتها وقف الاقتتال المحرم بين الفصائل، وإن هذه الهيئة حتى لا تكون كالتكتلات السابقة وحتى تستطيع جمع الناس معها يجب أن تتبنى مشروعاً سياسياً واضحاً مستنبطاً من كتاب الله وسنة رسول الله، وإنها إن بقيت بلا مشروع ستبقى تكتلاً عسكرياً كباقي التكتلات، عرضة للتجاذبات السياسية، والمواقف الارتجالية، كما أنها ستكون عرضة للتفتت والاضمحلال كسابقاتها.

 

لذلك فإنه يترتب على أهل الشام اليوم مزيد من الوعي ليدفعوا باتجاه تجميع الفصائل جميعاً على مشروع واضح، بعيداً عن إملاءات الداعمين وفتاوى الشرعين الملائمة لها، وحتى يكلل هذا الاجتماع والتوحد بالنجاح، يجب أن تُعطى القيادة السياسية للفئة الواعية المدركة لخطط الكفار، الكاشفة لخططه، التي تحمل المشروع السياسي المنقذ للثورة والأمة، وإنه بغير هذا سيبقى مركب الثورة يتقاذفه عملاء السفارات، والجاهلون بواقع الثورة والتغيير.

 

والسؤال الذي يجب أن يجيب عليه أي فصيل أو تجمع أو أي عامل في الثورة، هو كيف نحرر الشام، ونسقط النظام؟ والإجابة على هذا السؤال تتطلب مشروعاً سياسياً مبلوراً، ومن لا يمتلك الإجابة عليه أن يراجع حساباته، ويفسح المجال لمن يمتلك المشروع، حتى لا تضيع هذه التضحيات سدىً، وحتى ننقذ الثورة من مكر أعدائها، ونأخذ بها إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

منير ناصر

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

 

2017_02_01_TLK_2_OK.pdf