Take a fresh look at your lifestyle.

معرفة العدو الحقيقي هو ما تحتاجه المقاومة

 

معرفة العدو الحقيقي هو ما تحتاجه المقاومة

 

 

الخبر:

 

تحت عنوان: “القسام” تدعو الشباب العربي للالتحاق بالمقاومة وتكشف دخول الزواري لغزة مرات عدة قبل اغتياله”، نشرت القدس العربي في 2017/2/1 الخبر التالي:

 

غزة ـ القدس العربي: كشفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، الذي اغتيل منتصف الشهر الماضي في مدينة صفاقس جنوب تونس، دخل إلى قطاع غزة مرات عدة، وساهم قبل الحرب الأخيرة في تطوير قدرات تصنيع طائرات “الأبابيل” الاستطلاعية، وتوعدت (إسرائيل) بالرد على عملية اغتياله، ودعت في الوقت ذاته شباب الأمة الإسلامية لتوظيف إبداعاتهم في دعم المقاومة.

 

التعليق:

 

حلقة جديدة من مسلسل اغتيالات الشخصيات الفاعلة في مقاومة الاحتلال والتي تنفذ على أراض عربية وينجو الفاعلون بفعلتهم…

 

أفلا يثير ذلك تساؤلات عند زعماء المقاومة من أنهم يحتاجون إلى حائط متين يستندون إليه في طريقهم لتحقيق أهدافهم وأن هذه الدويلات الكرتونية لا تمثل حائطا، فضلا عن أن يكون متينا يسند المقاومة ورجالاتها الأبطال؟! بل إن الواقع ليثبت العكس دائما… فما معنى وجود الاستخبارات في دول الضرار هذه إن كانت لا تستطيع أن تكشف المؤامرات التي تخطط لممارسة الإرهاب على أراضيها… أم إن مخابرات هذه الدول متخصصة للتجسس فقط على مواطنيها؟!

 

 أما مخابرات الأعداء من كل جنس فتصول وتجول على أراضينا دون حسيب ولا رقيب! وما معنى أن تقيد كل الاغتيالات ضد فاعل مجهول، أو أن يتم التعرف على الفاعل بعد أن يغادر البلاد؟!

 

ألا ينطق هذا الواقع المزري في بلاد المسلمين أن هناك أولوية قصوى قبل التفكير في المقاومة… ألا وهي تحديد الأهداف بدقة ومعرفة العدو الحقيقي ثم إيجاد الأرض الصلبة التي تقف عليها المقاومة والسند الحقيقي الذي يدعمها مخلصا وليس لمصالح آنية سرعان ما تتغير فتتبدل المواقف… إن العدو الحقيقي ليس يهود بل من يمدهم بأسباب الحياة… إنها الدول الكبرى التي تحرص على بقاء يهود ليظلوا الخنجر الذي يدمي خاصرة الأمة ويشغل أبناءها في مناوشات تلهيهم عن هدفهم الأصيل وهو استعادة دولتهم التي ستتبنى المقاومين ومطالبهم، فتسير الجيوش لدعمهم وتحرير بلادهم… إن العدو هو تلك الأنظمة العميلة القائمة في بلاد المسلمين والتي تنفذ مخططات الأعداء وتكيد للأمة ولأبنائها مقاومين وغير مقاومين… كيف للمقاومة أن تنجح وهي محاطة ببحر من الأعداء من الداخل والخارج يكيدون لها ويحبطون أعمالها بل ويستثمرون ما تحققه من نجاحات في تكبيلها وحرف بوصلتها؟

 

إن أبا بصير رائد المقاومة – إن صح التعبير – حين أعلن تمرده على قريش فقطع الطريق على قوافلها وحرمها الأمان في السفر على الطرق استند إلى دعم دولة حقيقية ربانية؛ دولة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة… فرأينا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول محرضاً المسلمين الممنوعين في مكة على الانضمام لأبي بصير “مسعر حرب لو كان معه رجال” فكانت هذه الكلمات دفعة قوية للمسلمين المستضعفين في مكة جعلتهم ينتفضون في حركة تسلل من مكة للانضمام إلى أبي بصير فتوسعت أعمالهم ووضعت قريشاً تحت الضغط… فاضطرت قريش لمفاوضة الرسول على وقف أعمال أبي بصير وجماعته، وكانت النتائج باهرة إذ حققت المطلب الذي قام أبو بصير وجماعته لأجله، ألا وهو السماح لمن أراد من المسلمين الهجرة من مكة إلى المدينة أن يهاجر بأمان دون الحاجة لموافقة وليه… وهكذا ألغي البند الذي يشترط موافقة الولي على الهجرة بطلب من قريش لا بطلب من الرسول، مع أنه كان مطلب المسلمين المستضعفين في مكة بداية، ومن أجله كان تمرد أبي بصير، إلا أن حسن التدبير من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم قلب الموازين وجعل قريشاً تتبنى مطالب المسلمين وكأنه مطلبها. وهكذا تحققت الأهداف وخضعت قريش.

 

فهل تعي المقاومة عندنا أنها بلا دولة الخلافة لن تجد الدعم الحقيقي لمطالبها ولا المفاوض الأمين الذي يحقق تحرير فلسطين كل فلسطين ويشفي صدور قوم مؤمنين…

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسماء الجعبة

 

 

2017_02_03_TLK_3_OK.pdf