روسيا ترفض دفع تكلفة التدقيق الدولي لمجمع المحطة الكهرومائية
الخبر:
أعلن نائب البرلمان آلمامبيت شيكماماتوف أن مؤسسة «روس هيدرو» لن تدفع تكلفة التدقيق الدولي لمجمع المحطة الكهرومائية «يوقاري نارين» في قرغيزستان. قال ذلك في اجتماع البرلمان القرغيزي للتشريع الدستوري وهيئة الدولة والمحكمة العدلية. مؤكدا أن قرغيزستان قد دعت المؤسسة الروسية لدفع تكلفة التدقيق التي كانت مصروفة لإنشاء المحطة الكهرومائية لإعادة ما طلبت روسيا. والكلام يجري حول 37 مليون دولار. وأضاف: «المشكلة في اختيار التدقيق الدولي لقرغيزستان، لأن إجراء التدقيق لا يحتاجه أحد إلا نحن، وروسيا لا تريد أن تدفع للتدقيق. إلا اللجنة لم تبحث عن المال المطلوب للتدقيق». وتكلفة التدقيق الدولي تقدر بـ 1.5 أو 2 مليون دولار.
تقول أينورو آلتيبايوا إن هذه التكلفة، أي 1.5 أو 2 مليون دولار هي مبلغ كبير بالنسبة لقرغيزستان. علاوة على ذلك يجب على روسيا أن تعترف بنتائج التدقيق الدولي. (المصدر: وكالة 24.kg)
التعليق:
يخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقيام بجولة في دول آسيا الوسطى في نهاية شهر شباط/فبراير الجاري، ومن المقرر أن يزور قرغيزستان في 28 شباط/فبراير. هناك تحليلات مختلفة من قبل السياسيين والإعلام حول هدف بوتين من زيارة قرغيزستان.
جدير بالذكر أنه قد تم في 2012 التوقيع على اتفاق بين مؤسسة «روس هيدرو» وحكومة قرغيزستان لإنشاء مجمعين للمحطة الكهرومائية في قامبارآتا. إلا أن حكومة قرغيزستان انسحبت من الاتفاق من طرف واحد وأعلن رئيسها إلغاءه في 24 كانون الأول/ديسمبر 2015. ثم اكتشف أنه تم إنفاق 39 مليون دولار فقط من قبل روسيا لمشروع المجمعين منذ ثلاث سنوات، والتي طلبت مليارات الدولارات. والآن تطلب مؤسسة «روس هيدرو» من قرغيزستان ما أُنفق على المشروع نقدا. أما حكومة قرغيزستان فتطلب أن يتم تقييم ما أنفقت وأثمان التجهيزات من قبل شركات التدقيق الدولي.
وقبل سفر بوتين بدأت تظهر تعليقات تتعلق بالخلاف بين قرغيزستان وروسيا. فنشر الإعلام أخبارا عن إمكانية أن يتطرق وفد بوتين لهذا الموضوع ويستخدمه للضغط على آتامباييف. أي يمكن أن يكون الهدف من زيارة بوتين هو منع التفرقة التي تجري بين صفوف النخبة السياسية الموالية لروسيا في قرغيزستان. ويرى بوتين أن النخبة في قرغيزستان بدأت تضعف وأخذت القوى الغربية تجذبها لسيطرتها. ولا بد لبوتين أن يهتم بمصالح قوى المعارضة في قرغيزستان للمحافظة على النخبة السياسية. لأن أفراد النخبة الأساسيين بدأوا يظهرون في صفوف المعارضة أو يميلون إليها شيئا فشيئا. والمسبب لخلق الوضع السياسي شبه المتخبط يرجع إلى الأخطاء الفادحة لآتامباييف. ولذلك بدت الفكرة عن قلق آتامباييف من زيارة بوتين.
في 26 كانون الثاني/يناير نشرت وكالة الأنباء «24 kg» تقريرا مفاده بأن الانتخابات الرئاسية يمكن النظر في تأخيرها بسبب زيارة بوتين، لأن الوضع السياسي في قرغيزستان بدأ يضطرب ويمكن أن ينحرف قبل الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها نهاية السنة الجارية. غير أنه لا يستطيع أحد أن يمنع انحراف الوضع سوى بوتين من خلال إقناع آتامباييف بالاستقالة من منصبه. ولذلك يتم إظهار مشاكل حول اتفاق مشروع مجمع المحطة الكهرومائية التي يمكن الضغط من خلالها. لأن قرغيزستان تئن الآن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية ولا تستطيع أن تدفع تكلفة التدقيق الدولي وقيمته حوالي 1.5 مليون دولار. وعجز الموازنة كبير جدا، ولا يريد صندوق النقد الدولي ولا الدول المانحة إقراض هذه البلاد. ولا يوجد سبيل للخروج من هذا المأزق إلا أن يقبل الرئيس بالاستقالة من منصبه قبل انقضاء مدته. وهذه هي الفرصة السانحة الوحيدة لتأمين بقاء النخبة السياسية القرغيزية. غير أنه يمكن أن يبدأ الاضطراب السياسي في فصل الربيع، بل يمكن أن يجر الاضطراب إلى انقلاب وردي. وهذا الاتجاه للوضع لا يخلق حالة قلق لقرغيزستان فحسب بل كذلك لروسيا وكازاخستان وأوزبيكستان…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرزاق (أبو عبد الله)