على خلفية مفاوضات الأستانة وجنيف
قادة معارضة العواصم هم أداة تآمر على ثورة الشام
الخبر:
نقلت “العربية نت” أن المعارضة السورية التي اجتمعت في الرياض اختارت نصر الحريري، عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لرئاسة الوفد، فيما توافقت على اختيار محمد صبرا، رئيس حزب الجمهورية المعارض ليكون كبيراً للمفاوضين في “جنيف 4”.
التعليق:
المثل الشعبي يقول “التكرار يعلم الحمار”، ولكن هؤلاء اللاهثين وراء سراب الحل السياسي، الذي تروج له أمريكا منذ بيان جنيف 2011/6/30م، لا يتعلمون من إفلاسهم وانكشاف عوراتهم وهم يستخذون مرضاة العواصم المتآمرة على ثورة الشام من الرياض إلى أنقرة وغيرها مما يسمى بـ”الدول الداعمة”. ولو كانت هذه الدول المزعومة تملك قرارها لربما ساغت مناقشتهم فيما يتآمرون عليه. أما وقد كشفت الوقائع الفاضحة لكل ذي بصر أو بصيرة أن هذه العواصم إنما تخضع لإملاءات واشنطن، فإن إصرار وجوه المعارضة السورية المزعومة على المضي في مسلسل الخيانة لدماء الشهداء والتضحيات الجسام التي قدمها أهلنا الصابرون في الشام، لا يزيدهم إلا عارا وشنارا.
فلا واشنطن تريد إزالة نظام بشار ولا هي تسمح لتلك الدول الداعمة بتهديد سلطة عميلها في دمشق. ومع ذلك لا يرعوي هؤلاء المفاوضون عن (النطنطة) من مدينة إلى أخرى متزلفين إلى واشنطن أن تقبل بهم عملاء بديلا عن الأسد، متعهدين بضمان مصالحها على وجه أفضل من نظام بشار.
وبين جولة مفاوضات وأخرى من جنيف إلى أنقرة إلى الآستانة، يستمر حمام الدماء في أرض الشام، بينما تدعم أمريكا الآلة الحربية لعميلها الأسد مستخدمة في ذلك روسيا وإيران وأخيرا تركيا والأردن. فجولة مفاوضات الأستانة لم تسفر إلا عن تهجير أهل وادي بردى، ومزيد من حمم القتل والدمار في إدلب، بينما ينتظر قادة المعارضة وفاء روسيا وتركيا بوعود عرقوب التي تعهدوا بها في الأستانة!
وإذا تيقنا بجميل وعد الله بنصر المؤمنين الصادقين واعتصمنا بحبل الله ونبذنا حبال سواه من الحكام عبيد أمريكا، فقد حق لنا أن نرتقب نصر الله وهو القائل: ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾.
وغني عن القول إن هذه المعارضة المزعومة قد أصبحت أداة تآمر على الثورة، وأنهم لن يضروا إلا أنفسهم لو كانوا يعقلون. ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قريبا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير