حكومة آل سعود إسفينٌ دُق في جسد الأمة
الخبر:
في أول جولة يقوم بها منذ توليه منصبه، وبعد زيارته لتركيا، زار مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” الجديد مايك بومبيو السعودية، حيث منح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف (وزير الداخلية من عام 2012) ميدالية “جورج تينيت” التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة (الإرهاب).
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الأمير محمد بن نايف بعد تسلمه الميدالية “تقديره لسي آي إيه على تكريمه مؤكدا على أن “علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية علاقة تاريخية استراتيجية ولن ينجح من يحاول أن يزرع إسفينا بين السعودية وأمريكا”.
التعليق:
إن مكافحة (الإرهاب والتطرف) في قاموس الغرب تعني بوضوح محاربة الإسلام والتصدي لأي مشروع نهضوي على أساسه ومنع قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فهدم الخلافة كان ولا زال الإنجاز الأول والأهم الذي استطاع الغرب الكافر تحقيقه في صراعه مع الحضارة الإسلامية، لذلك فقد أحاطت القوى الاستعمارية وعلى رأسهم أمريكا هذا الإنجاز بهالة من الظروف والمؤامرات والمخططات للمحافظة عليه.
وحكومة آل سعود وبلا شك، هي أحد هذه العوائق الحقيقية في وجه استئناف الحياة الإسلامية في دولة الخلافة على منهاج النبوة.
فهي تُعتَبر من أكثر الدول فاعلية في مكافحة (الإرهاب) أي الإسلام ولا تألو جهدا في أي عمل يستهدف الإسلام والمسلمين سواء على الصعيد الفكري أو العسكري، وهي لا تتردد في التآمر على هذه الأمة الطيبة والمكر بها.
ويبدو ذلك واضحا من خلال تصريح وزير الداخلية الحاصل على الميدالية من السي آي إيه حيث قال إن “محاربة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود الدولية على جميع الأصعدة لمواجهته أمنيا وفكريا وماليا وإعلاميا وعسكريا”.
يأتي هذا التكريم مباشرة كطمئنة لأمريكا، على إثر تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية الذي صرح مؤخرا بأن برنامجه لمكافحة (الإرهاب) مُخصّصٌ لمحاربة الإسلاميين إذ حصَر التطرف بالإسلام الذي يعتبره من أكثر الأيديولوجيات عنفا وتشددا. بالمقابل فقد أثنى وزير الداخلية “محمد بن نايف” على خطوة السي آي إيه التي تؤكد متانة التحالف بين الرياض وواشنطن منذ تنصيب ترامب.
لقد استحق وزير الداخلية السعودي هذا التكريم من السي آي إيه وبجدارة لجهوده الكبيرة التي بذلها في محاربة الإسلام منذ تسلمه منصبه، فرضيت عنه أمريكا وأرضته، خصوصا بعد صدور بيان وزارة الداخلية السعودية الذي لم يتوقف على تجريم الانتماء إلى الجماعات الارهابية، بل تعداها إلى من يقوم بتأييد تلك الجماعات أو التجمعات أو الأحزاب، أو التعاطف معها أو الترويج لها، أو حضور اجتماعات تحت مظلتها، ولو عبر المشاركة في وسائل الإعلام المسموعة أو المقروءة أو المرئية، أو وسائل التواصل الإلكتروني بشتى أنواعها وغيرها من مواقع الإنترنت، ثم ذهب إلى أبعد من ذلك بتجريم تداول مضامينها بأي صورة كانت أو استخدام شعارات تلك الجماعات أو أي رموز تدل على تأييدها أو التعاطف معها، والاتصال أو التواصل مع تلك الجماعات أو أفرادها.
إن هذا التكريم الأمريكي يُظهر حجم إجرام النظام السعودي في محاربة الصحوة الإسلامية، وإنه ليس جديدا على آل سعود الخيانة، فقد حاربوا دولة الخلافة العثمانية وتحالفوا مع الإنجليز على إسقاطها، تحت غطاء شرعي وباسم الدولة التي تطبّق الحدود وتحمي بيت الله الحرام!!…
لكن اليوم، صارت السعودية المتمثلة في آل سعود، تحارب الإسلام والمسلمين دون غطاء، ودون استحياء، وها هي تصريحات وزير داخليتها تكشف ذلك، فضلا عن تصريح وزير دفاعها إثر تشكيل التحالف العربي الإسلامي حيث قال: “التحالف الجديد لن يتصدى لداعش فقط، بل لأي منظمة إرهابية تظهر أمامنا”.
إن الغرب الكافر يُدرك جيّدا تطلعات الأمة الإسلامية نحو إقامة دولتها، ويرى مؤشرات ذلك في الواقع، من خلال التفاف الأمة حول مشروع الخلافة وحملته، كما أن كل حكام المسلمين وعلى رأسهم “السعودية” قد بانت سوءاتهم في وضح النهار، وباتوا يناصبون الأمة ومشروعها الحضاري العداء علانية فهم شركاء أمريكا والغرب في الحرب على الإسلام.
تبّت أياديهم كلهم، فلن نترك أمر هذا الدين حتى يُظهره الله أو نهلك دونه… أما عروشهم فإلى زوال، فلن يقدر الغرب ولا أمريكا ولا حكام الضرار أن يقفوا أمام فكرة آن أوانها وأمام أمة متمسّكة بدينها أكثر من أي وقت مضى، وهي على استعداد أن تقدم كل التضحيات دون التفريط فيه. «ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة. ثم سكت» صدق رسول الله
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري