وتستمر معركة ليبيا
(مترجم)
الخبر:
اجتمع قادة الفصائل المتناحرة يوم الثلاثاء 14 شباط/فبراير في القاهرة لإجراء محادثات مشتركة حول تسوية سياسية في البلاد. وقاد المحادثات التي تمت بوساطة مصرية فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني بوساطة الأمم المتحدة واللواء خليفة حفتر. وقد خططت المحادثات بداية يوم الاثنين إلا أنها أجلت بسبب خلافات على الشروط التي وضعها الجانبان، وفقا لوسائل الإعلام العربية.
التعليق:
أصبحت الإطاحة بمعمر القذافي، بعد 42 عاما من الحكم الوحشي، في تشرين الأول/أكتوبر 2011 ذكرى ماضية بعيدة في وقت تستمر فيه هذه البلاد بالانهيار. وقد تبخرت حالة التفاؤل التي رافقت نهاية عهد القذافي ودعوات لتدخل آخر تسيطر على الأرض. ولكن كثيرا من هذه الضوضاء وعدم الوضوح فيما يجري حاليا على الأرض في ليبيا هو في الحقيقة صراع بين بريطانيا والولايات المتحدة اللتين تدعمان فصائل مختلفة، وهذا التدخل الأجنبي هو لب المشكلة.
استطاعت بريطانيا بمساندة من فرنسا تشكيل حكومة انتقالية مكونة من أفراد من عهد القذافي، وأصبحت هذه الحكومة في نهاية المطاف النافذة في عام 2012. وقد شهدت الانتخابات البرلمانية التي جرت في حزيران/يونيو 2014 مشاركة لم تزد عن 18% من عدد السكان الذين يمتلكون حق التصويت والبالغ 3.5 مليونا، وقد أدى الإقبال الضعيف على الانتخابات إلى تغيير كامل في البرلمان الليبي، لكن البرلمان القديم رفض تقبل النتائج. وبحلول آب 2014 قامت مليشيات موالية للحكومة القديمة بالاستيلاء على مطار العاصمة طرابلس وأعلنوا عن حكومتهم الخاصة. هذا أجبر الحكومة الجديدة على الفرار من العاصمة إلى مدينة طبرق المدينة الساحلية الشرقية. وما زالوا يتحصنون في تلك المدينة إلى الآن. جاءت الولايات المتحدة لتدعم حكومة طبرق أو المؤتمر الوطني العام وذلك عبر اللواء حفتر. وقد أدى ذلك إلى وجود حكومتين، مع قبائل ومليشيات تحاول بسط سيطرتها على مزيد من الأراضي واستغلال ذلك لتصبح الحكومة الرسمية في ليبيا كلها، إلا أن حكومة طبرق لم تتمكن من إقصاء حكومة طرابلس. ومع فشل الخيار العسكري للولايات المتحدة عبر حفتر، وافقت كل من الولايات المتحدة وأوروبا على قرار للعمل على حل تفاوضي لإيجاد حل سياسي للأزمة. ومن ثم تفويض هذا للأمم المتحدة لتنفيذه على أرض الواقع.
وقد شهد اتفاق الصخيرات في مطلع 2016 تشكيلا فاعلا لحكومة ثالثة في البلاد تتألف من بعض أعضاء حكومة طبرق، ولكن غالبيتها كانت من حكومة طرابلس. وقد اعتقدت الولايات المتحدة بأنها وافقت على تشكيل حكومة الوحدة أو حكومة الوفاق الوطني بعد أن سعت جهدها لتقويضه وتأكيد فشلها في تحقيق النجاح في ذلك. وقد وعدت حكومة طبرق وحفتر بأن تسلم السلطة وأن تنضم إلى حكومة الوفاق ولكنها فشلت في ذلك وفي الوقت ذاته وسعت قاعدة سلطتها عبر السيطرة على محطات النفط، ما قوض تماما الحكومة التي نتجت عن اتفاق الصخيرات. وتماما كما فعلت في سوريا طلبت الولايات المتحدة المساعدة من روسيا لتعزيز موقفها في ليبيا. سافر حفتر إلى ليبيا واستقل سفنها وعقد مجموعة من الاتفاقات المبدئية التي ستسفر عن تسليح حفتر وجيشه.
ومع مصر والإمارات العربية المتحدة اللتين تقدمان الدعم للحكومة في طبرق ترك الشعب الليبي على الهامش في الوقت الذي تتصارع فيه الولايات المتحدة وبريطانيا على هذه الحرب بالوكالة. إن ثورة الشعب ضد حكم القذافي الغاشم أصبحت اليوم ذكرى ماضية بعيدة وأصبح الناس في عداد المنسيين في هذه الحرب بالوكالة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عدنان خان