الصراع الأنجلو أمريكي في اليمن بين الانفراد والشراكة
الخبر:
أفاد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير “أن مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية نهبت البنك المركزي اليمني وصندوق التقاعد بعد انقلابها على السلطة الشرعية وسيطرتها على العاصمة صنعاء”.
وأضاف الجبير في مؤتمر الأمن في ميونخ بألمانيا “لا يمكن لمليشيا الحوثي وصالح أن يبلغوا سدة الحكم ويمتلكوا الصواريخ الباليستية…” مشيراً إلى أن إيران تقوم بإرسال السلاح إلى الحوثيين معتبراً ذلك انتهاكاً لقوانين مجلس الأمن.
وأكد وزير الخارجية السعودي أن المشكلة اليمنية ستنتهي قريباً وسيبدأ إعمار ما خلفته حرب المليشيا من دمار وخراب في مختلف المدن والمحافظات اليمنية. (حسب موقع أبابيل نت).
التعليق:
لم تأت تصريحات وزير الخارجية السعودي من فراغ، وإنما تزامنت تلك التصريحات مع لقاء السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر بالرئيس هادي يوم السبت بالعاصمة الرياض، حيث أكد السفير الأمريكي وقوف بلاده إلى جانب الشرعية للعبور باليمن إلى محطات السلام وتحقيق أهدافه وطموحاته، هذا ما يخص الجانب السياسي.
أما الجانب الاقتصادي فقد قال الرئيس عبد ربه منصور هادي، الأحد، إن السعودية وافقت على وضع مليار دولار كوديعة في البنك المركزي، لدعم الاستقرار المالي.
إن كل ما تقوم به أمريكا بطريقة مباشرة عبر سفيرها، أو بطريقة غير مباشرة عن طريق عملائها في السعودية ليدل دلالةً واضحة على الضغط الذي يمارس على هادي وحكومته للقبول بالحل السياسي للحفاظ على ما تبقى من قوة الحوثيين البشرية والعسكرية، والقبول بالشراكة السياسية في حكومة وحدة وطنية مع الحوثيين في حكم اليمن بدلاً من استفراد من يمثلون الجانب البريطاني في الحكم حيث بريطانيا تدعم هادي ومؤيديه وما يسمى بالشرعية وتستخدم علي صالح كحليف للحوثيين يشاركهم إن عجزت من تمكين ورقة هادي.
كما يلاحظ من تصريح وزير الخارجية السعودي الجبير بإعادة الإعمار لما خلفته الحرب لجذب الجانب الشعبي بين أهل اليمن وتحسين الصورة القاتمة للعدوان الذي تقوده السعودية على اليمن.
كل هذا التسارع من قبل أمريكا بالضغط من جهة، وبالإغراء من جهة أخرى للحفاظ على ما تبقى من قوة الحوثيين ولما يجري من تقدم لقوات الرئيس هادي على أكثر الجبهات، وكذلك لزيادة الاحتقان ضد الحوثيين من الجانب الشعبي في مناطق سيطرتهم لعدم صرف رواتب الموظفين والخوف من خروج الشعب عليهم، ولحدة الخلافات التي تنشأ بين الحوثيين والمؤتمرين التابعين لحزب الرئيس السابق علي صالح بما قد يؤدي إلى انفجار الوضع بينهما، مقابل ما تستخدمه بريطانيا عبر عملائها بالحسم العسكري من جانب بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي بالاستيلاء على الموانئ البحرية وكذلك الجانب السياسي والمتمثل في مطالبة الحكومة اليمنية لعبد ربه هادي اليوم الأحد في رسالة جديدة للأمم المتحدة بتصنيف الحوثيين “جماعة إرهابية”.
ونحن هنا نوجه نداءنا الذي بحّت به حناجرنا لأهلنا في يمن الإيمان والحكمة ليعملوا مع المخلصين للتحرر من الحلول الغربية التي زادتهم تفريقاً وسفكاً لدمائهم، وليحكّموا بينهم شريعة ربهم، وليعملوا لإقامة دولتهم دولة الخلافة على منهاج النبوة ليسعدوا في الدارين ولله عاقبة الأمور.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي – اليمن