الأسرى بحاجة إلى من يحررهم ويرسلهم ليحجوا بأنفسهم
وليس لمن يحج عنهم!
الخبر:
أطلقت جمعية الرياض مشروع حج البدل عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ويشمل المشروع الأسرى ذوي المحكوميات العالية والمؤبدات.
وقال رياض شاهين رئيس مجلس إدارة الجمعية “إن المشروع يهدف لدعم صمود الأسرى في سجون الاحتلال، وإيصال رسالة أمل وتثبيت لهم من الأمة جمعاء”، مضيفا “أن المشروع طرح للمشاركة في جميع البلاد العربية والإسلامية، بغية كسر حالة الحصار والعزلة المفروضة على الأسرى الفلسطينيين وخطوة لاستعادة زخم الشارع العربي والإسلامي نحو القضية الفلسطينية عموماً وقضية الأسرى القابعين خلف قضبان المحتل بشكل خاص”.
وعن آلية المشاركة أوضح شاهين “أن الجمعية أعدت نموذجاً نشر على موقعها الإلكتروني يمكن للراغبين الاطلاع على كافة معلومات الأسرى واختيار اسم الأسير الذي يود أداء فريضة الحج نيابة عنه، حيث ستقوم الجمعية بالتواصل مع ذوي الأسير وإبلاغهم بكافة التفاصيل حول المشاركة”. (وكالة معا – غزة 2017/02/19)
التعليق:
الحج حق من حقوق الله على العباد، والحج فريضة في العمر مرة، عند أول ما تتوافر الاستطاعة. من الصحة وإمكان السفر وأمن الطريق… أي إمكان الوصول إلى بيت الله الحرام، لقوله تعالى: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ ولقد قرن الله سبحانه وتعالى في كثير من الآيات ذِكر الحج وذِكر الجهاد في سورتي البقرة والحج وكأن المشقة الحاصلة في الحج مع المشقة في الجهاد تبين الحكمة من ذكرهما متتابعين، بل إن أعمال الرسول rوالصحابة في حالات كثيرة دلت على أنه ما أن ينتهي الواحد منهم من الحج حتى يبادر إلى تسيير الجيوش لقتال الأعداء.
هكذا كان الخلفاء الراشدون ومن تبعهم من الخلفاء الصالحين، كانت زحوفهم إلى حجهم تتواصل مع زحف جيوشهم إلى قتال عدوهم، ثم خلَف من بعدهم خلف فصَلوا أحكام الإسلام عن بعضها فعطلوا الجهاد أولا ثم تجرؤوا أكثر بأن عطل آل سعود الحج على كثير من المسلمين – وبصمت حكام المسلمين الضرار والتآمر معهم – حتى صارت أولى موانع الحج وأسباب عدم الاستطاعة هي القوانين الجائرة التي تضعها السعودية للموافقة على قبول الشخص أو عدم قبوله لدخول السعودية وأداء فريضة الحج. بل هناك من تكبد السفر ووصل إلى الحدود ثم منع من الحج لمخالفة بسيطة أو نقص ورقة في المعاملة أو منعٍ أوعزت به الدول الكافرة المستعمرة إليها لتمنع فلانا لأنه غير مرغوب عندهم أو لجرأته في قول الحق.
والكفار المستعمرون بذلوا في سبيل تحويل هذه الأمة عن عقيدتها كل ما في وسعهم من مكر وحيلة، ومن قوة كذلك وعُدّة. وحين يُعييهم أن يحاربوها بأنفسهم، يجندون من المنافقين المتظاهرين بالإسلام، أو ممن ينتسبون – زوراً – للإسلام، من بعض المسلمين طواعية واتباعاً، فهم ولا شك سيستخدمون هذا كله في سبيل الغاية التي تؤرقهم.
الحج فرض على الاستطاعة وظاهر قوله تعالى ﴿مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ أن الخطاب بالحج والاستطاعة للمرء في عمله لا في عمل غيره، ولذلك قال مالك: لا تصح النيابة في الحج في الحياة لعذر (يعني كواقع الأسرى)، أما العاجز فيسقط عنه الحج، والعجز يتمثل في المرض الذي لا يؤمل شفاؤه أو الموت، فتلك أسباب تجعل الأمل في استطاعة الشخص أن يحج بنفسه معدوماً.
فيا حكام السعودية ومن معهم من الأيادي الخفية:
لماذا تركتم واجبكم الأساسي نحو الأسرى وهو الجهاد لطرد المحتل وتحرير البلاد والعباد؟
هل واجبكم أن تفتحوا المجال لأشخاص ليحجوا عن الأسرى ذوي المحكوميات العالية والذين يعانون ما يعانون، ومحرومون من كل ما يحتاجه الإنسان من حرية وكرامة وأمن ودفء عائلي وقدرة على القيام بواجباتهم الشرعية حسب أوامر الله….الخ؟!
هل يكسر الحصار والعزلة عن الأسرى قيام أشخاص ما بالحج عنهم؟!
وهل هذا يدعم صمودهم ويرسل لهم رسالة أمل! أم يثبطهم ويزيدهم غما فوق غمهم!
إن الأسرى لا يحتاجون إلى من يحج عنهم، إنهم يحتاجون إلى خليفة يحررهم ويرعاهم ويوفر لهم أسباب الاستطاعة للحج بأنفسهم.
حرم الله من حرم المسلمين من القيام بواجباتهم الشرعية، وعجل الله بالنصر وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة حتى يعود للحج أميره.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية عبد الله