ترامب عصا تُستخدم لإجبار المسلمين في الغرب على إعلان الولاء لليبرالية
الخبر:
أطلقت الناشطة ليندا صرصور، التي لعبت دورا بارزا في تنظيم مسيرة النساء في واشنطن في أعقاب تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الثاني/يناير، حملة تمويل جماعي لجمع أموال للمساعدة في إصلاح مقبرة يهودية في منطقة سانت لويس في الولايات المتحدة، وقد نجحت الحملة بجمع أكثر من 70 ألف دولار، أي أكثر بثلاث مرات تقريبا من هدف صرصور المراد. (المصدر: وطن سبريس)
التعليق:
منذ أن وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق “كوندليزا رايس” الجالية المسلمة في أمريكا “بالقنبلة الموقوتة” لجأت أمريكا إلى تبني سياسة احتواء المسلمين في أمريكا، وتذويبهم في المجتمع الليبرالي فيها، وعليه راحت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية باستخدام سياسة العصا والجزرة ضد المسلمين، فوضعتهم أمام خيار البقاء في أمريكا والعيش فيها بولاء كامل لليبرالية الأمريكية، وهذا يعني تخلي المسلمين عن هويتهم الإسلامية وتخليهم عن الوفاء بعهدهم مع الله سبحانه وتعالى بحمل دعوة الإسلام إلى الأمريكان، وبين خيار العودة من حيث جاء آباؤهم وأجدادهم إلى البلاد الإسلامية التي أصبحت حلبات مصارعة ومناطق للحروب وإراقة الدماء، يتصارع فيها المتنافسون الغربيون على النفوذ فيها، وأصبحت غير صالحة للعيش الكريم.
وإزاء هذه السياسة انقسم المسلمون في أمريكا؛ قسم اختار البقاء في أمريكا، ومعظم هؤلاء أجبر على التعامل بوجهين، حيث أخفوا التزامهم وحبهم للإسلام واستمروا في الدعوة إلى الإسلام بتحفظ، وأعطوا الساسة وأتباعهم ابتسامة عريضة، والقليل منهم أعطى الولاء الكامل لليبرالية الأمريكية، وهؤلاء هم من المنتفعين ماديا ومن الجبناء، من مثل المؤسسات المدعومة حكوميا ومن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، ومن مثل مشايخ السلاطين الذين يتقنون فن التلون حيث حلوا أو ارتحلوا. أما الذين اختاروا خيار الرجوع إلى بلادهم الأم فهم قليلون للأسباب الأمنية والاقتصادية التي تعيش فيها بلادهم الأصلية.
يجب على المسلمين المقيمين في الغرب ومنها أمريكا أن يدركوا أنهم مستهدفون في دينهم، وليسوا مستهدفين في غير ذلك، وما ترامب “الغر” هذا إلا عصا يتم التلويح بها لإدخالهم في بيت الطاعة الليبرالية، فإن هم أبدوا تخليهم عن دينهم فقد نجحت المؤامرات التي حيكت ضدهم وخسروا بذلك خسرانا مبينا، لذلك يجب عليهم أن يسلموا بما قاله سبحانه وتعالى ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ ويجب أن يعلموا بأنهم والشعوب الغربية معهم في أمس الحاجة للإسلام العظيم، الذي ينقذهم من ويلات الحضارة الغربية التي أذاقتهم شظف العيش، ويجب أن يعلموا بأنّ هذه الحضارة تترنح للسقوط، وأن الشعوب التي تُحكم بها في انتظار ما هو خير منها، وليس هناك خير من الإسلام الدين الإلهي. لذلك يجب على المسلمين أن لا يضلوا السبيل وأن يحذروا من اختيار الخيار الخطأ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان