ما يسمّى بالمحتوى الجنسي يُظهر إفلاس فلسفة الحياة في المجتمعات الغربية
(مترجم)
الخبر:
قام فتى في الخامسة عشرة من عمره بالإقدام على الانتحار في هولندا من خلال إلقاء نفسه عن مبنى سكني يوم الأحد بعدما رأى صورته عارياً على الإنترنت. ويُعتقد أن الصورة، التي التقطها بنفسه عبر المرآة، نشرتها فتاة على إنستغرام كانت تذهب إلى المدرسة نفسها مع الفتى. كما جاء في تقرير الجامين داغبلاد.
التعليق:
يحدث الانتحار بشكل دوري ولأسباب متعددة، وقد أصبح متفشياً إلى درجة إيجاد خط هاتفي للطوارئ في حالة أراد شخص الإبلاغ عن حالة انتحار. ولكن في حالة هذا الفتى هناك مشكلة وبائية تختبئ تحته وخصوصاً في المجتمعات الغربية حيث ينتشر ما يسمى بـ(Sexting) وهو مصطلح يجمع ما بين كلمتي الجنس والرسالة النصية بين صفوف الشباب خصيصاً هذه الظاهرة الجديدة وهي أن يلتقط الشباب صوراً عارية لأجسادهم وإرسالها إلى الآخرين. ومن أجل تسهيل هذا النهج هناك تطبيقات على الأجهزة الخلوية موجودة في الأسواق.
وقد أُجريت إحصائية عام 2015 شملت 100.000 شخص قد أرسلوا صوراً عارية لأنفسهم إلى الآخرين. ومع أن هذه الإحصائية بالذات لم تكن بحثا علميا أكاديميا، إلاّ أن أبحاثاً أخرى بمستوى أقل أُجريت بشكل علمي ونتج عنها نتائج مشابهة. لذا فإن المشكلة هائلة وتمتد إلى جميع نواحي المجتمع. في هذه الحالة بالذات، الفتى الذي التقط صورة عارية لنفسه ثمّ أقدم على الانتحار بعد أن نُشرت صوره على الإنترنت، كان فتى مسلما.
إن هذا دليل على أن هذا النوع من الانحلال في المجتمع لا يُظهر فقط الانحطاط الأخلاقي ولكن أيضاً إفلاس فلسفة الحياة للمجتمعات الغربية في تنظيم شؤون الناس. إن المشكلة ليست في عدم تنظيم بعض شؤون الناس، ولكنها أكثر عمقاً من ذلك. إنها التناقض بين فكرة الحكم وعدم التوافق مع فطرة الإنسان.
من ناحية هناك حريات الأفراد وضمانها والترويج لها مثل الحريات الجنسية وتسويق الجنس والإباحية في المجتمع، ومن ناحية أخرى هناك حياة الفرد بموجبها والمشاكل التي تنجم عن ذلك. وعند الحديث عن Sexting والتي تؤثر سلباً على الشباب وعلى المجتمع بشكل عام، فإن جميع المبادرات والاستراتيجيات المانعة لهذا الأمر تقوم بها المدارس وتُظهر أخطارها. وهذا يُشبه إطلاق كلب متوحش بين جمهور من الناس، وبعد أن يقوم بمهاجمة الناس، يتمّ تحذير الناس منه. ويُعطى الناس النصائح في كيفية معالجة الأمر، عوضاً عن السيطرة على الكلب المتوحش وإبقائه مربوطاً وحماية الناس.
هذا النمط من التفكير والفعل متأصّل في الطريقة العلمانية للتفكير بغض النظر إن كانت المسألة اقتصادية أو اجتماعية أو حكماً أو أي جانب آخر من جوانب الحياة. إنها مطبوعة عميقاً في تفكيرهم لدرجة أنها تؤثّر على وصفهم وفهمهم للحقيقة. وعندما تواجههم بالأمر، يقولون إن هذه العملية هي نتيجة للتجربة والخطأ. وهذا يدلّ على أن الأمر لا يعدو كونه سطحياً وقصر نظر.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا