حل الدولتين وحل الدولة الواحدة كلاهما يضيع أرض فلسطين المباركة
ويضفي الشرعية على الاحتلال
الخبر:
رام الله – «القدس العربي»: استقبل رئيس وزراء السلطة رامي الحمد الله يوم الخميس 2017/2/23 المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، وشدد الحمد الله خلال اللقاء على أن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، هو حل الدولتين، الذي تناضل القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس من أجل الحفاظ عليه عبر كافة الوسائل السلمية والدبلوماسية.
في غضون ذلك فوجىء الكثير من الداخلين والخارجين من وإلى مدينة رام الله بلافتات ضخمة معلقة وسط الشارع تروج لفكرة الدولة الواحدة للشعبين الفلسطيني “والإسرائيلي”، وحملت اللافتات الضخمة شعار “إذا كان الخيار بين دولة واحدة أو دولتين، فأنا أختار الدولة الواحدة”.
التعليق:
تأتي تصريحات رئيس وزراء السلطة الحمد الله وغيره من قادة السلطة حول نضال السلطة ورئيسها من أجل حل الدولتين على خلفية التردد الذي ظهر على الرئيس الأمريكي الجديد ترامب في تبني حل الدولتين، علما بأن حل الدولتين أي دولة لأهل فلسطين على المحتل عام 67 ودولة لليهود على 80% من أرض فلسطين المحتلة عام 1948، وهو مشروع أمريكا نفسها الذي عرضته منذ عام 1959 على عهد الرئيس الجمهوري إيزنهاور وجعلت ما يسمى بالمجتمع الدولي يقبله وضربت حل الدولة الواحدة الذي عرضته بريطانيا.
بينما حل الدولة الواحدة هو الحل الذي وضعته بريطانيا صاحبة وعد بلفور المشئوم والتي تتحضر للاحتفال بمرور 100 عام على هذا الوعد الذي يضمن إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، وهي تخلت عن حل الدولة الواحدة التي يعيش فيها العرب واليهود وتكون الغلبة فيها لليهود، تخلت عنه لصالح المشروع الأمريكي وهو حل الدولتين وذلك لضعفها ولأن هذا الحل يلبي هدف وعد بلفور.
وبالرغم من أن التردد الذي ظهر على ترامب في تبني حل الدولتين هو تردد شكلي للتغيير في الأساليب ولترغيب اليهود في التعاون مع أمريكا في الحلول ولتحسين العلاقة الأمريكية مع قادة كيان يهود التي ساءت في أواخر عهد أوباما، فلقد أسقط في يد قادة السلطة لأنهم لا يملكون الحلول ولا القرارات بعد أن أسقطوا شعارات التحرير من قاموسهم وتمسكوا بالحلول الاستسلامية والمفاوضات ووضعوا أنفسهم بيدقا في يد أمريكا وكيان يهود وغيرهم من الدول الغربية مقابل دولة هزيلة على أقل من 20% من أرض فلسطين.
وما يؤكد تمسك أمريكا بحل الدولتين هو ما عبر عنه دونالد ترامب لرويترز يوم الخميس 2017/2/23 لأول مرة منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة عن تفضيله لحل الدولتين لتسوية الصراع بين الفلسطينيين وكيان يهود، ومن قبله أكدته سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي قائلة لرويترز في 2017/2/16، “أولا وقبل كل شيء، حل الدولتين هو ما نؤيده، أي شخص يقول إن الولايات المتحدة لا تؤيد حل الدولتين فسيكون هذا خطأ… نؤيد بالتأكيد حل الدولتين لكننا نفكر خارج الصندوق أيضا… وهو أمر مطلوب لجذب هذين الجانبين إلى الطاولة وهو ما نحتاجه كي نجعلهما يتفقان”.
إن المتدبر للحلين (حل الدولة الواحدة وحل الدولتين) يدرك بأنهما يثبتان احتلال يهود لفلسطين ويضفيان الشرعية على هذا الاحتلال، والسلطة بعد أن تخلت عن شعارات التحرير وأصبحت حامية لكيان يهود من خلال اتفاقيات أوسلو وواي ريفر وغيرهما من الاتفاقيات الجائرة أصبحت تسوق لحل الدولتين وكأنه منة من أمريكا تنقذ أهل فلسطين ومكسبا لهم وانتصارا مؤزرا لقضية فلسطين يحققه قادة السلطة “الأفذاذ” بنضالهم في المحافل الدولية وتكتيكاتهم الذكية وسياساتهم العبقرية!!.
وتناسى قادة السلطة أن هذه الحلول كانت تعد خيانة عند إنشاء المنظمة ومن ينادي بها يتم اغتياله، فهل أصبحت الخيانة التي تستحق الاغتيال مطلبا وتحقيقها نضالا وانتصارا يستوجب التصفيق والتكريم والمديح؟! إن هذا لأمر عجاب!!.
إن فلسطين احتلت من عدو يهودي إرهابي أجرم بحق فلسطين ومقدساتها وأهلها ولا يستحق كيانه الاستمرار في الوجود بل يجب أن يقلع من هذه الأرض التي باركها الله وتحرر فلسطين كاملة من براثنه، ولهذا يجب أن يكون النضال وتتحرك جيوش الأمة لتحقيقه وهذا ما يعمل حزب التحرير على تحقيقه وهو كائن بإذن الله، ونرجوه سبحانه أن يكون قريبا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس أحمد الخطيب
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين