شئت أم أبيت، تغيير هذا النظام بات وشيكا!
(مترجم)
الخبر:
قدم الرئيس رجب طيب أردوغان بيانات مهمة حول “النظام الرئاسي الجمهوري” في حفل الافتتاح في إيلازيغ. (المصدر: وكالات الأنباء)
التعليق:
بما أن يوم الاستفتاء على الدستور الجديد والنظام الرئاسي يقترب، تبدأ الجلسات للإحماء. فمن جهة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية قد أعلنا التعاون لتحقيق نتيجة “نعم” في الاستفتاء، ومن جهة أخرى حزب الشعب الجمهوري وبعض الأحزاب القومية الأخرى تقود الحملات المعارضة بـ”لا” للاستفتاء. إذا جاز التعبير فقد سُلّت السيوف. فالرئيس أردوغان يشارك شخصيا في الحملة حيث ينزل إلى الميادين ويطلب الدعم من الشعب لذلك. لقد أصبحت مسألة حياة أو موت لكلا الجانبين في هذه المرحلة. في حين يجعل أردوغان خطبه مثيرة، نشهد أنه في بعض الأحيان يزين خطاباته ببعض التعبيرات الإسلامية وأحيانا أخرى عكس ذلك تماما. وخطابه في إيلازيغ هو واحد منها، حيث استخدم تعبيرات معينة مثيرة للاهتمام إلى حد بعيد.
فقد قال: “أيها الإخوة، أنا أطلب من الذين سمعوا هذه الحقيقة بنقلها لأولئك الذين لم يفعلوا. أولا وقبل كل شيء النظام لن يتغير في تركيا. الشيء الوحيد الذي سيتغير هو النظام الحكومي. سوف نعتز بجمهوريتنا التي تأسست في عام 1923 إلى الأبد… بعض الناس يحاولون إرباك أمتنا عن طريق خلط الحق بالباطل. لأنهم هم مربكون، ولديهم خلط في رؤوسهم…”. حقا إن أردوغان هو الرجل الذي يترك الشخص حائرا في كثير من الأحيان! فهو يعلن تارة بأن دربه مقدس وأن نهجه هو منهج رسول الله r، وفي اليوم التالي يتجرأ في الدفاع عن الجمهورية التي تتعارض مع الإسلام من حيث الأساس مع مثل هذه الكلمات “نحن ضامنون لهذا النظام، لا تقلقوا، كل من يعارض الجمهورية سيواجهنا”. فمن ناحية تدعي اتباع نهج النبي الكريم rومن ناحية أخرى تقول بأنك الضامن للجمهورية التي محت الإسلام من الحياة. تماما مثلما قلت، أردوغان هو رجل غريب… فهو شخص ما في الصباح وهو مختلف تماما في الليل… في الواقع يجب أن نعطي درجة من المصداقية لأردوغان! فتماما مثل ما قال فالنظام لا يتغير في تركيا، إنما الطريقة هي التي تتغير. سواء أردوغان – أمريكا أو حزب الشعب الجمهوري – الإنجليز، فإن كلا الجانبين يقومان بحراسة الجمهورية. الشيء الوحيد الضروري بالنسبة لهم هو بقاء الجمهورية. أيضا ما هو ضروري بالنسبة لهم هو منع الخلافة من العودة إلى الحياة ووصولها إلى السلطة. ولكن تصريح أردوغان “نحن سوف نعتز بالجمهورية التي تأسست في عام 1923 إلى الأبد” قطعا لا يعكس الحقيقة. فهو يعرف تماما بأن الجمهورية تعيش أيامها الأخيرة. لأن رسول الله rأخبرنا بأن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ستقام مرة أخرى بعد عهد الطغاة. لذلك لا يهم كم يحاولون حماية هذا النظام، فبمشيئة الله عز وجل سيلقى عاجلا في هاوية سحيقة.
على الرغم من هذا التآمر، فإن بعض الجماعات أو المنظمات الإسلامية قصيرة النظر تؤيد إجراء الاستفتاء من أجل خدمة مصالحها الخاصة. ويقولون “نعم” للدستور الجديد والنظام الرئاسي. بالطبع هذا الوضع محزن ومزعج. فمن المتوقع من المسلمين النظر للأحداث من وجهة نظر الشريعة الإسلامية. وأصبحت الجماعات التي فقدت هذا النظر داعمة للاستفتاء. في حين إن رسول الله rيقول: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ»، وبعبارة أخرى ينظر من وجهة نظر العقيدة الإسلامية ويتصرف بناء عليها. لذلك يجب ألا يقول المسلمون “نعم” أو “لا” للاستفتاء بل يجب توجيه جهودهم لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك