الحداثة القائمة على أسس غربية ليست حلا للمسلمين
(مترجم)
الخبر:
إنه اليوم الأخير ما قبل الافتتاح الكبير لشادن، المنتجع الصحراوي الفاخر في المملكة العربية السعودية حيث الخيام المكيفة على منحدرات من الحجر الرملي. وفد أميري في طريقه إليه. لكن المكان ليس جاهزًا تماما.
فالسعودية بشكل عام ليست مهيأة حتى لاستقبال السياح. لكن حكامها عازمون على إحداث ثورة في الاقتصاد والسياحة ويجعلون ذلك على رأس أولوياتهم. وهم يظنون بأن ذلك يمكنه أن يخلق فرص عمل للفئة الشابة، وتحصيل عائدات للحد من الاعتماد على النفط، وبأنه سيساعد على انفتاح المملكة على العالم. وهو ما قد يحصل – فيما لو استطاعوا إقناع أحد بالقدوم. (المصدر: صحيفة الفجر الباكستانية، 27 شباط/ فبراير، 2017).
التعليق:
تسعى السعودية جاهدة إلى تغيير صورتها والانتقال إلى القرن الواحد والعشرين وأن تُتَقبل كدولة “طبيعية” ضمن النهج المقبول الذي يتلاءم والمعايير الغربية. ففي شباط/فبراير 2017 أعلنت السعودية عن أول مهرجان هزلي “كوميك كون” في البلاد في مدينة جدة الساحلية، حيث استمتع الشباب في السعودية بالموسيقى وألعاب الفيديو والسينما والفنون. لكن هذه المناسبة أثارت انتقادات وإدانة من بعض فئات المجتمع السعودي. تغريدات مثل “كوميك كون هو حدث يخالف الشريعة والقيم الإسلامية، وتخطط الهيئة العامة للترفيه في المضي قدمًا فيه بعد أيام قليلة في جدّة”.
وعلى الرغم من الصراع الدائر بين من يسمون ليبراليين ومحافظين سعوديين فإنهم جميعا يدركون أن الاعتماد على النفط لجني الثروة ليس كافيًا ويجري النظر في أفكار متعلقة بكيفية زيادة دخل البلاد.
وكجزء من حملة السياحة، خطط الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أيضا لاستغلال متاحف التراث والتاريخ الإسلامي في محاولة منه لتهدئة رجال الدين.
مرّ على هذه البلاد وقت كان الناس فيه يتزاحمون على هذه المنطقة في زمن كان يستمتع الناس فيه بالشعراء. كانت النظرة لهم دونية من قبل جيرانهم العرب. إلى أن جاء رجل برسالة غيّرت هذه البلاد بل العالم أجمع؛ رسالة لم يستطع أحد تجاهلها لا في ذاك الزمان ولا في زماننا هذا. رسول الله صلى الله عليه وسلم والإسلام هما من وضع هذه البلاد على الخارطة العالمية! واليوم نشهد من جديد ظهور الإسلام واستعداد الأمة لتكون القوة العظمى القادمة ولا يزال حكامنا ماضين في سعيهم لنيل اعتراف وتكريم الغرب.
حظر الكحول، والاختلاط، وضوابط لباس المرأة كلها أسباب ربما تؤدي إلى فشل السعودية في هذه المغامرة السياحية. وفي الحقيقة فإن هذا الفشل سيكون لسبب واحد هو السبب ذاته الذي من أجله فشل في كل بلاد المسلمين، عدم تطبيق الحل الشامل الحقيقي بإقامة الخلافة على منهاج النبوة والدوران في حلقة مفرغة من التفكير في أن يكونوا ضمن الدول المقبولة التي تتوافق والأفكار الليبرالية العلمانية. هل نحن كأمة نحتاج السياحة والترفيه والأشياء الأخرى التي تسير وفق الخط الغربي لنشعر بأننا شيء ما؟ لا بالتأكيد، الحمد لله عندنا حل للفقر العالمي، وعدم المساواة، والأمية، وهلم جرا، لكن حكامنا يقولون لنا بأن نرضى برفع مكانتنا في أن نكون الوجهة للعطلة الصيفية المقبلة!
يقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ». (رواه البخاري)
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمان