Take a fresh look at your lifestyle.

إقالة وزير التّربية لن تحلّ أزمة التّعليم!!…

 

إقالة وزير التّربية لن تحلّ أزمة التّعليم!!

 

 

الخبر:

 

نفّذ يوم الأربعاء 2017/03/01 بساحة القصبة بتونس أساتذةُ التّعليم الثّانوي يوم غضب للمطالبة بإقالة وزير التّربية ناجي جلّول.

 

وفي هذا السّياق قال الكاتب العام لنقابة التّعليم الثانوي فخري السميطي في تصريح لـ”الصباح نيوز” إنّ الأساتذة لم ولن يتنازلوا عن مطالبهم وخاصّة المتعلّقة بتغيير الوزير جلّول بما أنّه يهدّد التّعليم المجاني…

 

التّعليق:

 

شهد قطاع التّعليم في تونس تقهقرا كبيرا وتدهورا واضحا، فكثرت الإضرابات وتعطّلت الدّروس وصار هذا القطاع مهمّشا تتقاذفه التّجاذبات السّياسيّة. صراع متواصل بين قرارات وزاريّة حكوميّة ومطالب نقابيّة يتوه بينها الأساتذة والمعلّمون ويدفع ضريبتها التّلاميذ والطّلّاب.

 

اشتدّ هذا الصّراع خاصّة بعد تولّي ناجي جلّول الوزارة وإثر تصريحاته المستفزّة للمربّين الذين خرجوا للمناداة بتنحيته بعد أن رأوا فيها إهانة لهم. وليست هذه المرّة الأولى التي نادى فيها المعلّمون والأساتذة وحتّى التّلاميذ بذلك ولكنّهم قوبلوا بتجاهل حكوميّ وضرب لمطالبهم عرض الحائط، فالوزير لاقى استحسان الحكومة ورأت فيه الرّجل المناسب في المكان المناسب!

 

رفعت النّقابات الشّعارات وسعت لإحداث إصلاحات وهي في واقع الأمر لا تقدّم سوى ترقيعات لثوب رثّ بال لم يعد قادرا على حلّ مشاكل النّاس. تطالب بتغييرات سطحيّة تطفئ “نار الغضب” وتحدّ من “أعمال الشغب” ولا تغيّر من الأمر شيئا ولا تصلح أوضاع التّعليم لأنّ الدّاء يكمن في النّظام لا في من يطبّقه فقط. فحتّى لو تنحّى هذا الوزير فإنّ من سيحلّ محلّه لن يحيد عمّا رُسم له وسيقوم بالدّور نفسه وسيتقيّد بتنفيذ إملاءات صندوق النّقد الدّوليّ.

 

ارتهان لغرب فرض نظامه علينا وامتدّت أياديه القذرة إلى التّعليم ليطوّق أجيالا بمفاهيمه الرّأسماليّة الفاسدة ويجعلها أسيرة وجهة نظره للحياة ويرمي بها في دياجير ظلماتها.

 

أيّها المربّون، أيّها الأولياء! لن يتحقّق الإصلاح التّعليميّ الحقيقيّ الذي تنشدونه ما دامت المطالب آنيّة ترقيعيّة ضيّقة لا ترقى للبحث عن حلّ جذريّ يجتثّ المسبّبات من جذورها ويقضي على أسّ الدّاء. إنّ الإصلاح لا يكون بتغيير الوجوه بل بتغيير المنظومة الفاسدة المطبّقة في التّعليم… منظومة مملاة مفروضة لا بدّ من نبذها ولفظها حتّى ننقذ أبناءنا من براثن هذا النّظام الرأسماليّ الغاشم الذي لم يجلب إلّا الشّقاء والتّعاسة للعالم، ليحكمهم شرع ربّهم وتطبّق فيهم أحكامه فيصلح حالنا وحالهم ويرتاح بالنا وبالهم.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

زينة الصّامت

 

2017_03_03_TLK_3_OK.pdf