السيد السفير! توقف عن إعطاء محاضرات عن الانتخابات السلمية
فإدارتكم عدوة للسلام
(مترجم)
الخبر:
أعلن سفير الولايات المتحدة في كينيا أن الإدارة الأمريكية ليس لها مرشح مفضل في انتخابات آب/أغسطس. وقد طالب الأحزاب السياسية بترويج سياساتها بطرق سلمية. حيث تحدث السيد غوديك في مدينة غاوي كوالي قائلا بأن الولايات المتحدة تود رؤية انتخابات سلمية ونتائج ديمقراطية. وأضاف بأن أولئك الذين لا ترضيهم نتائج الانتخابات أو العملية الانتخابية عليهم أن يبحثوا عن هيئات دستورية كالمحاكم مثلا ليرفعوا شكواهم. (المصدر: صحيفة المبدأ 2017/2/27)
التعليق:
إن الآمال التي عبّر عنها سفير الولايات المتحدة تأتي بعد بضعة أشهر من تحذير الرئيس أوهورو كينياتي من تدخل دول خارجية في الانتخابات التي ستُعقد في 8 آب/أغسطس. وفي خطابه في الذكرى الـ52 لاستقلال كينيا في استاد نايايو الدولي في 12 كانون الأول/ديسمبر السنة الماضية، ادعى الرئيس بشكل علني أن هنالك قوى خارجية تسعى للتأثير في نتائج انتخابات 2017 الرئاسية، حتى إنه تعهد بالتنازل في حال هزيمته في السباق الملحمي. وقد وجّهت القيادات السياسية الكينية الكثير من النقد لسفارة الولايات المتحدة في كينيا. فقبل عدة سنوات كان السفير السابق مايكل راينبرغر موضوع رقابة البرلمان الكيني، حيث تم اتهامه بخرق سيادة البلاد وتصوير قادتها “بشكل سلبيّ”.
أما أن يقوم غوديك بالمحاضرة حول الانتخابات السلمية والنتائج الديمقراطية فهو لغز؛ حيث إن المجتمع الكيني أساسا شعر بقذارة الديمقراطية التي لم تجلب له شيئا سوى الوعود الفارغة والفوضى. وكيف له أن يعظ عن السلام في الوقت الذي تقوم فيه إدارته بزعزعة استقرار أفريقيا؟! الانتخابات الديمقراطية، والغزو العسكري والثقافي أدوا جميعا إلى إغراق أفريقيا في فوضى عارمة. وتحت غطاء ترويج الديمقراطية، والإصلاح وحقوق الإنسان، قامت القوى الغربية بنهب ثروات أفريقيا المعدنية.
إن تأكيد الولايات المتحدة على عدم وجود مرشح مفضل عندها؛ وبالإضافة إلى الصراع على السلطة أو ما هو معروف بالصراع الأنجلو ــ أمريكي. وبينما تتوجه البلاد إلى الانتخابات، فإنه هنالك أصلا صراع بين حكومة جوبيلي المسيطرة والتي يقودها أوهورو كينياتا، والذي هو مخلص لبريطانيا، وبين رئيس المعارضة، رئيس الوزراء السابق، رايلا أودينغا، والذي هو المرشح الموالي لأمريكا على السلطة. وعلى الرغم من أن رايلا حتى الآن لم يعلن بشكل علني ترشحه للانتخابات الرئاسية في الانتخابات القادمة، إلا أن المؤشرات تدل على أنه قد يدخل الانتخابات تحت التحالف الوطني.
وعلى ما يبدو فإن الولايات المتحدة ليست متأكدة من فوز رايلا في الانتخابات القادمة ولهذا فإنها تبدي استعدادها للعمل مع رجال بريطانيا. وفي زيارته لكينيا أواخر آب/أغسطس 2016، فإن وزير خارجية الولايات المتحدة السابق، جون كيري، دعا قادة المعارضة إلى الالتفاف وراء تقرير من اللجنة البرلمانية المختارة المشتركة عن الإصلاحات الانتخابية. حيث تم تشكيل اللجنة بدعم قوي من رجال الدين، وسفير الولايات المتحدة روبرت غوداك، والمفوض الأعلى للمملكة المتحدة نيك هايلي، والمفوض الأعلى لألمانيا جوتا فراسخ. ودعا أيضا القادة لدعم الإصلاحات الانتخابية المقترحة في تقرير من اللجنة المختارة المشتركة.
إن سفارات الولايات المتحدة وأوروبا في إفريقيا ومن ضمنها كينيا تخدم كقواعد لفرض السياسات الغربية المتحيّزة. والمثير للسخرية أن الأنظمة الإفريقية كالموجودة في كينيا نراها تنبح على الغرب إلا أنها وفي الوقت نفسه تقيّد نفسها بشكل كامل بالرأسمالية الغربية الفاسدة. إن الصفقات الغربية الفاسدة حصلت على موافقة القادة الذين يدّعون بأنهم مستقلون وذوو سيادة. حاليا فإن حكومة الولايات المتحدة تعمل عن قرب في كينيا مع الحكومة الكينية لتوفير مدى واسع من المساعدات الأمنية للجيش الكيني ووحدات فرض القانون. بالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة تقف مع كينيا في الحرب على “الإرهاب” حيث وفرت أكثر من 150 مليون دولار على شكل معدات ومساعدات للجيش الكيني في السنة الماضية وحدها. وإنه ليس شيئا جديدا على الولايات المتحدة تدخلها في سياسات واقتصادات والعلاقات المجتمعية للدول الأخرى على مستوى العالم. ولهذا يجب على العالم دعم العمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والتي ستكون مستقلة في سياساتها الداخلية والخارجية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا