تلبية حاجات الأطفال
الطفل إنسان وهو جسد مادي فيه طاقة حيوية تتمثل في الحاجات العضوية والغرائز والتفكير
أولا: إشباع الحاجات العضوية
يحتاج الطفل إلى الطعام والشراب والتنفس وقضاء الحاجة ودرجة حرارة مناسبة وضغط جوي مناسب، لتنمو عضلاته وينمو جسمه لذا لا بد من إشباع هذه الحاجات لديه.
يكون نمو الطفل في السنوات الأولى من حياته سريعا، ويكون النمو عادة من الأعلى إلى الأسفل ومن مركز الجسم إلى الأطراف، ولهذا يجب الاهتمام بطعام الطفل وشرابه ونومه ونظافته. ومعالجة بعض المظاهر المرضية كالمغص أو البكاء والصراخ. وترك الطفل يلهو ويلعب ويتحرك في أماكن آمنة وتحت رقابة المربي حتى تنمو أعضاء جسمه ويتمكن من استخدامها.
ثانيا: إشباع الغرائز – النمو الانفعالي
تبدأ الغرائز بالظهور من خلال النمو الانفعالي ويقصد به المشاعر الناتجة عن إحساسات الغرائز من سرور وارتياح وضحك وبكاء وخوف وغضب وأسى وحزن وضيق وألم ويتطور النمو الانفعالي عند الطفل من استجابات عامة مشوشة إلى أخرى خاصة، كما تأخذ انفعالاته في التنوع والتخصص. فتظهر المشاعر المتعلقة بغريزة البقاء كالخوف والقلق والغضب والأسى والألم والضيق ومخاوف الطفل في هذه المرحلة فإنها تنتقل من الأشياء الحسية إلى الأشياء الوهمية كالأشباح والوحوش والظلام أو يخاف من الأصوات العالية أو الألم الجسدي أو الحركات المفاجئة. لذا يجب حماية الطفل من الانفعالات الشديدة وضرورة إبعاده عن كل ما يثير فيه الخوف أو القلق، وأن يكف الأهل عن سرد القصص التي تثير الخوف كقصص الغولة والجن وغيرها، خاصة في هذه المرحلة بالذات. كما يظهر عنده الصراع مع الأولاد والشجار معهم. كما يوجد حب التملك لدى الطفل أيضا لديه البخل والكرم ولديه الأثرة والإيثار وهذه مظاهر لغريزة البقاء عند الإنسان، وهذه المظاهر يمكن إحلال الواحدة مكان الأخرى، ويمكن تقوية واحدة وإضعاف أخرى، أو يمكن استخدامها جميعا في مواقف متنوعة، وهذه تتبع مفاهيم الإنسان وميوله.
ثالثا: النمو الاجتماعي
من المشاعر التي تظهر لدى الأطفال تلك المشاعر المتعلقة بغريزة النوع كالتعلق بالأم والالتصاق بها والخوف من فقدانها وإحساسه بمحبتها وعطفها، يبدأ الطفل منذ الأشهر الأولى من حياته بالاستجابة للمؤثرات الاجتماعية حوله مثل كلام البالغين وضحكهم معه وتقديمهم الغذاء له وفي اللعب الخيالي يبدأ الطفل في تحديد دور الجنس الذي ينتمي إليه، فالأولاد يتبنون دور الأب أو الجد، بينما البنات يتبنين دور الأم أو الجدة. وفي هذا العمر يتأثر الولد بأبيه وإخوته الذكور، بينما تنجذب البنت إلى أمها وأخواتها الإناث.
والأصدقاء في هذه السن لهم تأثير على الطفل في تفكيره ومشاعره وسلوكه، وهو يبذل جهده في تقليدهم. حتى إنه يقلدهم في انتهاك المعايير السلوكية التي تربى عليها، لأنه يتعلم معايير أخرى غير موجودة في منزله، أفضل طريقة هي استهجان سلوكه مع مناقشته فيما يعنيه حقيقة أو يحس به، على الأم أن تواجه مخالفاته بهدوء، دون أن تشجعه على الاستمرار فيها، بل تذمها وتحذره من الاستمرار فيها، وإلا فإنها تعاقبه على ذلك وتنفذ بالفعل تهديدها له.
رابعا: النمو اللغوي
يساعد الأطفال على النمو اللغوي الأسرة والحضانة، والروضة، ويفشل الأبوان في مساعدة الطفل على التقدم في الكلام عندما يبالغون في تأمين حاجات الطفل ورغباته، ينبغي إعطاء الطفل فترة ليعبر عن حاجاته بالكلام قبل أن يتم توفيرها له. وكذلك يفشل الوالدان اللذان يضغطان على أولادهم في أن يتكلموا بسرعة ودقة منذ البدء لأن ذلك يؤدي به إلى الفشل ويعوق تقدمه في التعبير.
خامسا: النمو العقلي
إن التفكير يقتضي سلامة الأعصاب والحواس والدماغ وقدرة الدماغ على الربط بين الواقع الذي يحس به والمعلومات المخزنة في الذاكرة، لذا ينبغي التحقق من سلامتها جميعا والاهتمام بالمعلومات المقدمة للطفل بأن تكون معلومات صحيحة وحقيقية ومرتبطة بالواقع حتى يستطيع التفكير فيها. وهذا يعني أن على الأم أن توفر البيئة المناسبة لطفلها لتطوير دماغه بشكل طبيعي وتشجيعه على الاكتشاف والتعلم، وعلى الأم أن تحادثه وتقرأ له وأن تستمع معه إلى الأناشيد الهادفة.
ويتعلم الطفل فكرة الارتباط بين السبب والنتيجة، وعلى الأم أن توفر لطفلها الأشياء التي تلزمه لإجراء هذه التجارب، واكتشاف عقلي آخر يتوصل الطفل إليه هو فكرة (دوام وجود الشيء) حيث يكتشف أن الأشياء لا تفنى عندما تختفي عن ناظريه، وأنها مستمرة في دوامها. وليس كما كان يفكر سابقا. ثم يبدأ بتكوين صور عقلية للأشياء والأفعال والمفاهيم، ويستطيع أن يحل بعض المشكلات البسيطة مستخدما عملية المحاولة والخطأ في عقله بدلا من استخدام الأشياء المادية، كما يزداد تعلمه اللغوي، وعندما تتطور ذاكرته وقدراته اللفظية يبدأ في فهم مفاهيم زمنية بسيطة ويستطيع أن يفهم العلاقات بين الأشياء، يساعده على ذلك ألعاب الفك والتركيب لتكوين أشكال لصور معينة ويبدأ في إدراك قيمة الأعداد.
يقضي الطفل معظم وقته في السؤال عن كل شيء يحصل حوله، وينتبه بشدة للأجوبة التي تعطيها له أمه، فلو سأل لماذا تظهر الشمس بالنهار؟ لماذا يأتي الليل؟ من خلقنا؟ أين الله؟ على الأم أن تنظر لهذه الأسئلة بجدية وتحاول الإجابة عنها إجابة صحيحة بسيطة مباشرة، لأن ذلك يساعد طفلها على توسيع معرفته.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين – ولاية الأردن