حول ردة فعل الشعب الروسي على تعذيب المساجين
(مترجم)
الخبر:
في الرابع من آذار/مارس قال راديو إيخو موسكفا (صدى موسكو) إن: الناشط المخلى سبيله إلدر دادين ينوي الاستمرار في الاحتجاجات. وقد صرح بهذا عند أول لقاء له مع الصحافة بعد رجوعه إلى موسكو. وكأول مهمة له قال دادين إنها ستكون مكافحة التعذيب في المعتقلات وسجون التوقيف.
إلدر دادين أصبح أول شخص في روسيا يحاكم بسبب عدم الالتزام بنظام المظاهرات المقامة. حيث إنه قضى خلف القضبان عاماً وشهرين وبعدها تم إلغاء الحكم.
التعليق:
اسم دادين أصبح مرتبطا مع التعذيب في جهاز التنفيذ القضائي بعد أن وقعت رسالته بأيدي أجهزة الإعلام حيث إنه أثناء وجوده في معتقل كارلسكي إي كا 7 تعرض لتعذيب وحشي من العاملين في تلك الجهة.
وقد زار محامون وناشطون في حقوق الإنسان ذلك المعتقل على إثر ذلك وقد تحدث إليهم المعتقلون عن التعذيب الجسدي الشديد والتعذيب بالبرد والجوع، والمسلمون ليسوا مستثنين من ذلك والذين يتم إجبارهم على أكل لحم الخنزير ويمنعونهم من إقامة الصلوات المفروضة.
إلا أن كل هذه التجاوزات في حق المعتقلين من جهة العاملين في المعتقل لم تؤد إلى ردة فعل مؤثرة في المجتمع، وانزعاج جماعات حقوق الإنسان والليبراليين كانت مشروطة بحماية حقوق دادين وحقوق الإنسان، أي حماية القيم الديمقراطية. الوقائع فيما يخص تعذيب الناس حتى ولو كانوا مسجونين، وفوق ذلك الاستهزاء بالمتدينين فعليا، تم إهمالها وما يثبت ذلك ضياع حقوقهم الإنسانية والأخلاقية. التعذيب في جهاز التنفيذ القضائي لا يثير استهجان المجتمع حتى لو غضضنا الطرف عن كون كل عائلة روسية منها مسجون حاليا أو مسجون سابق.
في روسيا يتحدثون بكثرة عن النصرانية، وعن الثقافة الروسية العظيمة والروحانية لدى الشعب الروسي، وتبنى الكنائس الأرثوذكسية، الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لديها قنوات تلفزيونية وراديو، إلا أن المتاح بشكل جاد هو الانحطاط وضياع أبسط القيم الإنسانية. ومن جهة أخرى فإن الديمقراطية والأفكار الرأسمالية قامت بزيادة انحطاط المجتمع الروسي وذلك لأن المقياس الرئيسي لأفعال الشخص عندهم هي المصلحة. بدون أن نتكلم أنه في الغرب حيث حقوق وحرية الإنسان موجودة في معتقدهم، كذلك عندما تكثر الحقائق عن تعذيب المساجين فإن ردة فعل المجتمع لا تكون بسيطة.
الإسلام والذي تحاول الدولة أن تجعل النصرانية تتصدى له والذي تحاول روسيا يائسة أن تقف في وجهه يحرّم التعذيب بأي شكل من الأشكال وحتى على أي شخص. قال رسول الله r: «إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا».
وتاريخ الأمة الإسلامية يشهد على المسلمين ودولتهم وعلاقتهم بالتعذيب، لذلك فإن الشعب الروسي إذا ما أراد أن ينقذ نفسه من الانحلال فإن ذلك يكون فقط بالإسلام والذي يستطيع أن يكون أساسا قويا للنهوض بالمجتمع وعنوانا لعدم ضياع أبسط قيم الإنسانية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف