نفخ البالونات بين الوهم والخداع
الخبر:
دعا وزراء الخارجية العرب في ختام دورتهم نصف السنوية الثلاثاء “جميع الدول” إلى الالتزام بالقرارات الدولية التي لا تعترف بضم كيان يهود للقدس وإلى عدم نقل أي سفارات إلى المدينة.
ويأتي قرار الوزراء العرب ردا على تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد فيها في 14 شباط/فبراير الماضي أنه “يفكر جديا” في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس “لكن هذا القرار غير السهل” لم يتخذ بعد.
وطالب الوزراء العرب في قرارهم “جميع الدول بالالتزام بقراري مجلس الأمن 476 و478 لعام 1980، ومبادئ القانون الدولي، التي تعتبر قانون كيان يهود بضم القدس، لاغيا وباطلا، وعدم إنشاء بعثات دبلوماسية فيها أو نقل السفارات إليها”. (فرانس24)
التعليق:
قالت العرب قديما “تمخض الجبل فولد فأرا”، ولكني لا أرى أن هذا المثل يصلح لمثل هذه الحالة، حالة ضجيج العربان حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فالدول العربية ليست جبلا ولا حتى حجرا حتى يتمخض، بل هي عبارة عن فقاعات من الصابون أو قل هي عبارة عن بالونات من الهواء ينفخها المخادعون ليوهموا بها الجهلاء، فيظنها الأصم عندما يراها جبلا!! ويظنها الأعمى بأنها الرعد يزمجر عندما تنفجر!! نعم؛ هذه باختصار حكاية حكام العرب مع شعوبهم، حكام يشترون البالونات وإعلام ينفخها، ومرتزقة يروجون لها، وبسطاء يصدقونها، وشرفاء يفضحونها بوخزة دبوس فإذا هي جوفاء خاوية لا حجم لها ولا وزن.
فكيان يهود يحتل فلسطين من البحر إلى النهر، وقتل وشرد أغلب أهلها، ولا زال بمعاونة مرتزقة أوسلو ينكل بأهلها، ثم يأتي نفر ممن تحكّم في بلاد وشعوب المسلمين، ليرعد ويزبد بأن القدس لنا وتل الربيع لهم، وأن رام الله لنا وحيفا لهم وأن الخليل لنا وعكا لهم، ونقل السفارات الغربية والعربية للقدس حرام، أما بقاؤها في تل الربيع فهو حلال، وتدنيس الأقصى والخليل ويافا وحيفا من قبل يهود هو حق مصان…!!
هذه هي الدول العربية وهؤلاء هم قياداتها، بالونات وفرقعات، وهذا كيان يهود قرارات وتنفيذ قناعات، فليهنأ نتنياهو وترامب ببشار وأشباه بشار.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد أبو قدوم