الضغط يولد ضغطا معاكسا
(مترجم)
الخبر:
حسب استطلاع رأي جديد أجرته صحيفة البوليتيكين الدنماركية ومحطة التلفزيون تي في 2، فإن 37% من المسلمين في الدنمارك يشعرون أنهم يُنظر إليهم بازدراء بسبب خلفيتهم الإسلامية. ويكشف استطلاع الرأي أيضا أن 33% من المسلمين في الدنمارك عانوا في محاولة حصولهم على وظيفة بسبب خلفيتهم الإسلامية، و32% أجابوا بأن مظهرهم الخارجي تم انتقاده لأنه قد يكون مرتبطا بالإسلام.
التعليق:
للأسف إن هذه النتائج والأرقام ليست بالشيء المفاجئ، وعلى الأرجح فإن الأرقام الحقيقية هي أعلى بكثير. إن معظم المسلمين غير مستعدين للتحدث بانفتاح عن هذه القضايا لخوفهم من انعكاساتها عليهم.
إن اللهجة في النقاشات العامة في الغرب كله أصبحت وبازدياد مستمر أسوأ خلال العقدين الأخيرين، خاصة بعد 2011، إلا أن الدنمارك لا تزال أقل من جاراتها. إن الجدال السياسي بخصوص الإسلام والمسلمين في الدنمارك كان ولا يزال مشتعلا، حتى إن أنديرز بريفك (قاتل جماعي من الجناح اليميني النرويجي) مدح وأشاد به في بيانه قبل قيامه بإطلاق النار وقتل 69 شابا.
مؤشر آخر محزن إلا أنه جيد على السيادة الدنماركية فيما يتعلق بمعاداة الإسلام، التمجيد الأخير في 5 مارس/ آذار، والذي قام به السياسي من الجناح اليمين الهولندي، خيرت فيلدرز عندما قال إن السيطرة المشددة على الحدود ورفض المهاجرين المسلمين يظهر أن الدنماركيين أكثر ذكاء من الهولنديين.
كان دائما الهدف من البيانات القاسية هو جعل المسلمين يساومون أو يتخلون عن هويتهم الإسلامية، إلا أن الحقيقة أن العكس هو ما يحصل. فقد حذر الخبراء من احتمالية تجمعات إسلامية منغلقة ومعزولة. فالجيلان الثاني والثالث من المهاجرين المسلمين هم أكثر قربا للإسلام من الجيل الأول على الرغم من نشأتهم في الدنمارك. إن الضغط واللهجات المعادية جعلتهم يعيدون النظر في خلفيتهم الإسلامية كما جعلتهم أكثر تمسكا بقناعاتهم.
إن الضغط يولد ضغطا معاكسا، واليوم فإن المزيد والمزيد من شباب المسلمين يحاولون بناء وتقوية شخصياتهم الإسلامية؛ وبذلك يزيدون ويقوون ترسانة الجدال في الاشتباكات الفكرية بين الإيمان والكفر.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس كوك