البشرية كلها وليس المسلمون فقط
بأمسّ الحاجة إلى الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة
الخبر:
جرت يوم الأحد الماضي 2017/03/05م مناظرة جمعت رؤساء الأحزاب السياسية في هولندا، وكانت هذه المناظرة تمثل ذروة الحملات الانتخابية البرلمانية والتي سيتم التصويت فيها في الخامس عشر من الشهر الجاري، وقد تحدث البروفيسور “ديرك يان وولفرام” المتخصص في تدريس علوم السياسة وتاريخها عن مضمون هذه المناظرة كما نشر الموقع الإخباري “الآن” فقال “إن هذه المناظرة تمثل حدثاً تاريخياً من حيث فراغ مضمونها وإفلاس المشاركين فيها من أي طرحٍ سياسيٍ يثير اهتمام الناخب، وأنها كانت أشبه بإعلانٍ لشركة اتصالات تعرض عدداً من خدمات الاشتراك الشهري المتشابهة والتي يعجز المرء عن فهم محتواها واختيار أفضلها”.
هذا من ناحيةٍ ومن ناحيةٍ أخرى فقد كان آخر استطلاعٍ للرأي قد ذكر أن أكثر من ثلثي الناخبين الهولنديين قد فقدوا الثقة بالسياسة والسياسيين.
التعليق:
إن المتابع لأخبار الحملات الانتخابية في دول الغرب كافة وليس فقط في هولندا، سيلاحظ أن هناك أمرين يشكلان القاسم المشترك بين غالبية الأحزاب السياسية، وهما الفساد المالي والخلقي، والإفلاس الفكري والسياسي في القدرة على معالجة المشاكل المتفاقمة في المجتمعات الغربية، من اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ وغيرها.
وهذا الأمر ليس غريباً على مَن يعتنق المبدأ الرأسمالي ويحمل أفكاره المشؤومة، فهو من ناحية الفساد المالي والخلقي مؤمنٌ بفكرة حرية التملك والحرية الشخصية، ولا يجد ما يردعه إلا القانون، فما بالك إذن بالذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون من أصحاب الحصانة من رؤساء وبرلمانيين وغيرهم… والأمثلة على ما وصل إليه سياسيو الغرب من إفلاسٍ أخلاقي وفسادٍ مالي أكثر من أن تحصى.
أما من ناحية إفلاسهم الفكري وعدم قدرتهم على تقديم الحلول الملائمة لمجتمعاتهم، فمردّه أيضاً لنفس المبدأ الرأسمالي، فهو مبدأ من وضع البشر، ومهما كان هؤلاء البشر عباقرةً ومبدعين، فهم في نهاية المطاف محدودو العقل، وقصيرو النظر، ولذلك فإن ما يضعونه من معالجاتٍ لما يطرأ من معضلاتٍ ومشاكل على اختلاف أنواعها، إنما هي معالجات خاطئة، جدير بالذكر أن الكثير من المشاكل التي يعاني منها الغربيون إنما هي نتاج معالجاتٍ سابقةٍ فاشلةٍ ظناً منهم أنها ناجعةٌ وصحيحةٌ، وهكذا يكون المفكرون والسياسيون في الغرب قد جعلوا من مجتمعاتهم وشعوبهم أشبه بحقول تجارب لكثرة ما يقومون به من تغييرٍ وتبديلٍ في المعالجات والقوانين التي بدورها تنتج لهم المزيد من المشاكل والتعقيدات، حتى وصلوا إلى الدوران في حلقةٍ مفرغةٍ.
إن الخبر أعلاه لهو خير مثالٍ على ما وصل إليه المبدأ الرأسمالي من عجزٍ وتهالكٍ، وعلى مدى ما وصلت إليه البشرية من حاجةٍ ماسةٍ إلى دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وإلى ما ستطبقه من أحكامٍ ومعالجاتٍ أنزلت من لدن حكيمٍ خبيرٍ خالق البشر تبارك وتعالى، الأعلم بأحوالهم وبما ينفعهم وما يضرهم.
﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل