أردوغان وفن تدجين الشعوب
الخبر:
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 2017/3/10 بالرد على قرار هولندا منع دخول وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو إلى أراضيها بمنع السياسيين والدبلوماسيين الهولنديين من دخول تركيا، وذلك بعدما سحبت هولندا ترخيص هبوط طائرة أوغلو الذي كان يعتزم المشاركة في تجمع بمدينة روتردام دعما للاستفتاء الدستوري في تركيا.
ووصف أردوغان في خطاب له في إسطنبول هولندا بأنها من بقايا النازية والفاشية وبأنها تدعم المنظمات الإرهابية على حد قوله، وذلك بعدما سحبت الحكومة الهولندية التصريح بهبوط طائرة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.
وقال أردوغان إن “الشعب التركي سيفسد مساعي إفشال الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي وصفه بالتاريخي” وتعتزم سلطات أنقرة تنظيم استفتاء يوم 17 نيسان/أبريل المقبل على التعديلات التي تنقل البلاد من نظام برلماني إلى رئاسي.
وقال أردوغان في تجمع حاشد في اسطنبول “امنعوا وزير خارجيتنا من الطيران كما تريدون، ولكن من الآن، لنرى كيف ستهبط طائراتكم في تركيا”. ( الجزيرة نت، 2017/03/11م)
التعليق:
هولندا قالت إنها سحبت حقوق هبوط الطائرة لـ “دواعي الأمن والنظام العام” وسبق لمسؤولين أن صرحوا بأن بلادهم لا تسمح لحكوميين أجانب بالقيام بدعاية انتخابية على أراضيها. وأضاف البيان الهولندي أنه “لم يعد هناك مجال للبحث عن حل عقلاني للأزمة”، وأشارت الحكومة إلى أنها حاولت التوصل لمخرج مع السلطات التركية بشأن مشاركة وزير خارجيتها في تجمع لدعم الاستفتاء الدستوري عن طريق نقل التجمع الكبير إلى مكان مغلق مثل القنصلية التركية في روتردام، وهو ما رفضته أنقرة.
وقد سبق لألمانيا أن منعت مظاهرات حاشدة لتأييد التعديلات الدستورية التي يريدها أردوغان والتي تعطي مؤسسة الرئاسة صلاحيات واسعة.
من الملاحظ أن أردوغان يفتعل التصعيد مع أوروبا، وهو يتقن استغلال هذا الأمر ليجمع الناس حول مشروع الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وفي سبيل ذلك يكثر من الجعجعة التي لن تنتج طحينا. فهو يتقن فن التدجين.
وأمس هاجم أردوغان إحدى صحف تركيا لأنها نشرت تقريرا يفيد باعتراض جنرالات في الجيش على السماح للنساء برتب عالية بلبس الخمار (غطاء الرأس) فهدد وتوعد وأزبد وأرعد مستغلا الأمر ليدغدغ مشاعر الناس ويركب موجة الإسلام، الذي يرفضه هو كنظام للدولة ويصرح جهارا نهارا بأنه علماني يمجد العلمانية وعلى عهد مصطفى كمال حتى النخاع.
فإلى متى ستبقى جعجعات أردوغان تخدع الناس؟!
نعم سنرى إن كانت الطائرات الهولندية ستهبط في تركيا أم لا بعد الاستفتاء.
ونعم سنرى إن كان سينزل مسؤولون هولنديون في المطارات التركية بعد الاستفتاء أم لا.
كما سبق أن رأينا كيف حبا أردوغان على يديه ويمّم نحو موسكو ليعتذر عن إسقاط طائرة روسية!
وكيف يمنع مؤتمرا لتذكير المسلمين بالخلافة وبنظام الحكم في الإسلام ويعتقل منظميه، وهو في سوريا يشترك في سفك دماء المسلمين وينسق مع نظام الأسد وروسيا وأمريكا لتصفية الثورة وجر الثوار إلى مائدة الاستسلام، وهو يرسل جيشه لخدمة الأجندة الأمريكية في الشام… فهل هذه أفعال رجل طيب أم خبيث؟
وخلاصة القول نتذكر حكاية الصياد الذي ذبح العصافير فقال عصفورٌ لأخيه الكبير: انظر ما أرحم هذا الرَّجل، إنَّه يبكي شفقةً علينا، فقال له أخوه: لا تنظر إلى دموعه الَّتي تسيل، وانظر إلى ما تفعل يداه…
وهكذا يقال عن أردوغان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى