أين غضبك يا أردوغان يوم اعتدى الأوروبيون على نبيك r؟!
الخبر:
ثار غضب أردوغان بسبب تحركات في ألمانيا وهولندا لمنع وزراء أتراك من إلقاء كلمات في تجمعات للأتراك المغتربين قبل استفتاء سيجرى يوم 16 إبريل/نيسان سيمنح الرئيس صلاحيات تنفيذية واسعة. [العربية]
وكانت السلطات الهولندية قد أعلنت وزيرةَ الأسرة التركيةَ “أجنبيةً غير مرغوب فيها”، وطردتها باتجاه الحدود الألمانية ومنعت طائرة رئيس الوزراء التركي شاويش أوغلو من الهبوط في مطار روتردام.
التعليق:
أرعد أردوغان وأزبد، وصب جام غضبه على ألمانيا وهولندا والنمسا وغيرها من دول أوروبا التي يصفها بالنازية والفاشية ويفتح ملفات مخزية مثل ملف مجزرة سبرينيتسا عام 1995 التي راح ضحيتها ما يقارب 8000 مسلم تحت سمع وبصر قوات الأمم المتحدة في المنطقة التي كانت تحت وصاية هولندا آنذاك، حيث تركت قواتهم المنطقة للصرب ليستبيحوها في مجزرة هي الأشد فظاعة حتى ذلك التاريخ.
ما حصل من هولندا وألمانيا والنمسا من مواجهة مع تركيا كان بلا شك في صالح أردوغان وقد استطاع استغلاله لصالح مشروعه “تعديل الدستور” حيث يقول في خضم هذا الزخم الجماهيري المناصر له والثائر ضد أعدائه الغرب “صوتوا بنعم للتعديل، وهذا هو أفضل رد على أعداء تركيا”.
استطلاعات الرأي تثبت أن كثيرا من المناهضين لسياسة أردوغان انقلبوا للتصويت لصالح مشروعه نكاية في أوروبا، وذلك لأنهم اعتبروا الإهانة التي وجهت للوزراء الأتراك بمنعهم وطردهم هي إهانة لكل الأتراك.
يا أردوغان!
إذا كنت قادرا على مواجهة أوروبا وتهديد هولندا وطرد سفيرها ومقاطعتها، فأين كان غضبك يوم تحدَّت أوروبا كلها، الدنمارك وهولندا وفرنسا وألمانيا والنمسا وغيرها، مشاعر المسملين برسوم ساخرة برسولنا الأعظم r، وتصويره على أنه راعي (الإرهاب)، وأن الإسلام دين شاذ ومتطرف ومتخلف وغير ذلك من الأوصاف، وأنت تقف متفرجا لم تهتز لك شعرة، ولم نسمع لك خطابا رنانا مهددا بقطع علاقات أو طرد سفراء أو غير ذلك مما فعلت هذه الأيام انتقاما لقوميتك أو لنفسك، فأين غيرتك على دينك وعقيدتك ورسولك الأكرم r؟
ساءنا أن يُلحق الأوروبيون الأذى برموز الإسلام وعقيدة المسلمين ولا نسمع صوتك هذا الذي ملأ الدنيا…
ساءنا ما نتابع من أخبار المسلمين المغتربين وما يوصفون به من تطرف وإرهاب، ولم نشهد غضبك…
ساءنا ما نشاهد من مجازر في ميانمار وأنت شاهد على هذا، وتعاير هولندا بسكوتها عن مجازر سبرنيتسا…
ساءنا أن نرى استغلالك لمشاعر الناس الدينية ولعواطفهم لتحقيق مصالحك الشخصية…
يا أردوغان!
إن كنت تبحث عن عزة وكرامة، فإن الله كفل العزة للمسلمين، ووعد الكافرين بالصغار والذل…
وإن كنت تبحث عن سلطان وجاه، فأجدادك من سلاطين عثمان كانوا عظماء بدينهم ودفاعهم عنه، وقد دخلوا أوروبا فاتحين بجنود مخلصين، أما أنت ومن سار على دربك من قبل، فقد أهدروا طاقات الشباب المسلم، فدخلوا أوروبا عمالا وكنّاسين…!
وإن كنت تبحث عن تأييد شعبي جماهيري، فانتصِرْ للمستضعفين المسلمين، وانتصر لدينك ولنبيك، وسيتبعك بدل المليون، مليارٌ ونصف مليار يبحثون عن رجل مخلص يوحدهم تحت راية العقاب ولواء محمد r.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا