أوروبا تسعى لحماية مصالحها النفطية في ليبيا
الخبر:
طالب المجلس الأعلى للدولة في طرابلس بإخراج منطقة الهلال النفطي من دائرة الصراع السياسي، معلنًا دعمه لتأمين مقرات الدولة وإخلاء العاصمة من التشكيلات المسلحة.
جاء ذلك في بيان أصدره المجلس، يوم الأحد 2017/03/19، بشأن الأحداث الأخيرة في كل من العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي.
كما اعتبر المجلس أن «ما حدث من إعادة للسيطرة على الموانئ النفطية من قبل قوات عملية الكرامة في الأيام الماضية» يؤكد على ضرورة «إخراج المنطقة من دائرة الصراع السياسي»، معتبرًا أنه «لا يمكن ضمان استقرارها إلا بعودتها تحت السلطة الشرعية لحكومة الوفاق الوطني من خلال القوات النظامية التابعة لها».
التعليق:
يذكر أن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية نشر على موقعه مقالة تدعو رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج إلى تقديم اتفاق اقتصادي إلى الأطراف الليبية في الشرق يحدد كيفية التعامل مع الثروة النفطية وتقاسمها، وتوزيع عائداتها.
وقال كاتبا المقال، الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو والباحث في معهد «أتلانتيك كاونسيل» كريم ميزران إن هذا الاتفاق يجب أن يتضمن عقدًا اجتماعيًا جديدًا بين الشعب الليبي والدولة، يقوم على التوافق بشأن توزيع العائدات النفطية، بما ينفع الشعب الليبي ويضمن تحقيق الاستقرار.
ومن الواضح أن بيان المجلس الأعلى يأتي في سياق تنفيذ وصايا المجلس الأوروبي، فالثروة النفطية الهائلة الموجودة في ليبيا هي مطمع دول الغرب وخط أحمر لا يجب على الأطراف المتصارعة في ليبيا اللعب أو المساس بها، إذ تريد هذه الدول ضمان مواصلة استغلالها لهذه الثروات رغم النزاعات الدموية الحاصلة في البلاد والتي يُتوقّع استمرارها لمدة طويلة لأن النزاع بين أوروبا وأمريكا على ليبيا لم يحسم بعد. وهذا ما يفسر محاولة أوروبا تحييد مناطق الهلال النفطي والموانئ النفطية فقد طالبت المجموعة الرباعية «جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة» في اجتماع لها السبت الماضي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، طالبت جميع الأطراف الليبية بضرورة الحفاظ على بنية ليبيا التحتية الاقتصادية والنفطية، مشددة على ضرورة وجود مؤسسة وطنية للنفط موحدة ومؤهلة تضطلع بكامل مسؤولياتها على كافة منشآت النفط في ليبيا.
مرة أخرى يُكشف القناع عن حقيقة اهتمام دول الغرب بليبيا وأسباب تدخلها المباشر في الصراعات القائمة هناك والتي يذهب ضحيتها أهل البلد. فهل سيدرك المخلصون من القادة السياسيين والعسكريين أنه لا خلاص لليبيا ولهم إلا بقطع دابر الغرب المستعمر وأن الحل هو بأيدي المسلمين لا بأيدي أعدائهم؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أنس بن غذاهم – تونس