أيتها المعارضة السورية:
إن القتال في سوريا هو للتحرير وليس ورقة ضغط تفاوضية
الخبر:
تحت عنوان “مستجدات الثورة السورية: قوات المعارضة تحقق المزيد من المكاسب الميدانية”. كتبت الجزيرة في 2017/03/22:
“تقدم للثوار في دمشق وريف حماة شمال البلاد. تقدم ملحوظ تحققه الفصائل في سوريا في هاتين الجبهتين المشتعلتين وإن كان هناك في حسابات كل معركة على حدة. فمعارك العاصمة دمشق يقاس التقدم فيها بالأمتار وسيطرة الفصائل على مناطق عدة عند مدخل دمشق الشرقي تعني قطع أحد مداخل المدينة والاقتراب من إحدى ساحاتها الكبرى ساحة العباسيين”.
التعليق:
لا شك أن الثورة في سوريا ما زالت تذيق النظام ألوان البلاء، إلا أن الأمر اللافت في هذه المرة هو تمكن الثوار من تحقيق انتصارات ولو جزئية داخل دمشق نفسها وتكبيد النظام خسائر أدت إلى أن يقوم أركان جيش النظام بتبادل الاتهامات فيما بينهم تماما كما تفعل العصابات في حروب الشوارع. عملية أثلجت الصدور وتري من جديد أن الثورة قادرة على قطع رأس الأفعى إن هي أرادت وتحركت نحو دمشق وإلى إسقاط النظام بكافة أجهزته.
إلا أن المعارضة وللأسف الشديد ما زالت تتشبث بحبال روسيا وأمريكا والغرب. وما زالت مرتبطة بخيوط هذا وحبال ذاك. فمثل هذه العملية الناجحة في دمشق يستخدمها الجيش الحر كورقة ضغط تفاوضية برعاية روسيا وأمريكا لا لتحرير سوريا من النظام العلوي السوري المجرم. فأصل المسألة في سوريا هي تحرير البلد من نظام العلويين المدعوم أمريكياً وليس استخدام القوة كورقة ضاغطة لتسريع المفاوضات التي ترعاها روسيا بغطاء أمريكي دولي! ولذلك يجب أن يتعظ الجميع من القضية الفلسطينية وسير المفاوضات فيها وكيف حرف الصراع العسكري من قضية تحرير إلى قضية ورقة ضغط تفاوضية أدت لضياع كل فلسطين.
فالقتال يجب أن يكون للتحرير وليس ورقة ضغط لمفاوضات يرعاها مجرمون أمثال روسيا وأمريكا وعملائها. اقطعوا الحبال مع الغرب وأوقفوا المفاوضات والتحموا معا كالجسد الواحد لقطع رأس النظام وتحرير البلاد والعباد من هيمنة الغرب في الشام والمنطقة، وإلا فستكون الشام نسخة مريرة للملف الفلسطيني التفاوضي بيد اللئام والمجرمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح