Take a fresh look at your lifestyle.

قصة خرافية “بنهاية سعيدة” (مترجم)

 

قصة خرافية “بنهاية سعيدة”

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

تمامًا كما في القصص الخرافية، فإن القرار الأولي بمنع عرض فيلم “الجميلة والوحش” تم إلغاؤه في ماليزيا. حيث إن مجلس الرقابة على الأفلام في ماليزيا أصدر قرارا يمنع عرض الفيلم حتى يتم حذف مشهد مثلي الجنس. وحسب رئيس مجلس الرقابة على الأفلام في ماليزيا، عبد الحليم عبد الحميد، فإن المشاهد التي تروج للمثلية الجنسية ممنوعة من العرض في الدولة. “لقد وافقنا عليه، إلا أن هنالك حذفاً بسيطاً لمشهد يتعلق بلحظة مثلية الجنس. إنه مشهد قصير لكنه غير ملائم للعرض حيث إن الأطفال سيشاهدون الفيلم” حسب ما أعلنه عبد الحميد لوكالة الأنباء. أما مجلس الرقابة فإنه يسمح بعرض الشخصيات مثلية الجنس في حال تم تصويرها بشكل سلبي أو بصورة تبين ندمهم على فعلهم. لكن ديزني رفضت حذف المشهد وكما يبدو فإنه بعد الاستئناف وافق المجلس على عرض الفيلم في ماليزيا بشرط أن يُصنف كـ PG 13 (أي مسموح لكل الأعمار ولكن يجب مصاحبة الأطفال دون 13 عاما) وبدون أي حذف.

 

التعليق:

 

عندما قرر مجلس الرقابة على الأفلام في ماليزيا منع عرض فيلم ديزني “الجميلة والوحش”، انهالت الانتقادات على القرار. حتى إنه كانت هنالك مدونة شخصية تجمع الانتقادات التي استهدفت المجلس. وليس من المبالغة أن نلاحظ أن العديد من الانتقادات كانت من المسلمين أنفسهم. فمن بين الانتقادات، “يوجد شخصية واحدة في الفيلم مثلية الجنس بشكل واضح ــ فقط واحدة… إنها حتى ليست بطابع إباحي”، “إذا لم تُعجب به، لا تشاهده”، “أنا فعلا أكره ماليزيا عندما يتعلق الأمر بهذا. إنها حساسة جدا. متى سنتطور ونحن بهذه العقلية؟”، “هل أنت قلق من أنك قد تتأثر؟ هل إيمانك هش بهشاشة قشرة البصل؟”، “إن العالم تقدم وإنه الوقت لتجهيز أبنائنا بحقائق الحياة لهذا الوقت والجيل”، “أولئك الذين عيّنوا أنفسهم مراقبين لأخلاقياتنا الخاصة ــ مجلس الرقابة. إنهم يعتقدون أنهم يقومون بتوجيه أبوي، غير مدركين أنهم متخلفون قليلا عن هذا العصر”… بالإضافة إلى العديد من التعليقات الأخرى. ومن خلال هذه التعليقات، لا يمكننا إلا أن نلاحظ أنهم يأتون من محيط الأفكار التي تسيطر على المجتمع الماليزي حاليا ــ المحيط العلماني المتحرر. ومن الجدير بالملاحظة، أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها السلطات بإصدار قرار يعاكس فكرة الحرية حسب مفهوم الغرب ويقوم المسلمون في ماليزيا بانتقاده بشدة.

 

ولكن هذا الأمر لا يعني أن السلطات الماليزية تمثل مؤسسة “أخلاقية” خالية من الميول التحررية والعلمانية. ففي الحقيقة فإن المحيط الذي يسيطر على أفكار الشعب الماليزي هو نتيجة مباشرة للنظام العلماني المتحرر المُطبق من الحكومة الماليزية. إن تطبيق النظام السياسي الديمقراطي يهدف إلى جعل شعب ماليزيا يقدّس فكرة الحرية وهذا لا يتجلى فقط بنوع الانتقاد الذي تم تداوله هنا، بل هو واضح أيضا في العديد من سياسات وقرارات الحكومة. فتحت ما يسمى بـ”الاعتدال”، فإن الإسلام هو الطرف الخاسر دائما في أي قضية تتعلق بالشخصية. والأسوأ من هذا أن القرارات السياسية يتم تبريرها دوما باسم الاعتدال. حيث إن تطبيق الإسلام بكليّته مرفوض باسم الاعتدال. ويتم تبرير الاعتدال باستخدام كلام الله عز وجل. ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ﴾ [البقرة: 143]

 

إن كلمة “وسط” تم تعريفها من قبل المضللين على أنها تمثل نقطة الوسط بين الأطراف المختلفة بالرأي، بينما المعنى الحقيقي لـ”وسط” هو كون الأمة الإسلامية مجتمعا عادلا، وشاهدةَ عدلٍ على الأمم الأخرى يوم القيامة. ونتيجة لسوء فهم بعض الأشخاص لمعنى “وسط” فإنهم يبررون أي شيء يعاكس المفهوم الغربي لما هو “إسلامي”، كفكرة متطرفة. لهذا أي شيء يبدو أو يظهر أنه إسلامي، وهو صادق حتى النخاع، يمكن التخلي عنه بسهولة باعتباره طريقة متطرفة للتفكير. وحتى الآن فإن الغموض لا يزال يكتنف سبب السماح بعرض الفيلم في ماليزيا. ولكن الأمر الواضح هو أن نهاية هذا القصة الخرافية هي نتيجة أكيدة للفيروس الليبرالي التحرري الذي تخلل هذا المجتمع “المعتدل”!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد ــ ماليزيا

2017_03_29_TLK_1_OK.pdf