ألمانيا شريكة في الجريمة
الخبر:
كشفت وسائل إعلام متعددة في ألمانيا أن قوات الاستطلاع الجوية التابعة للجيش الألماني والتي تعمل مُنطلقةً من قاعدة إنجرليك التركية، قد قامت بتصوير موقع مدرسة المنصورة في غرب الرقة بسوريا، وتسليم الصور يوم 19 آذار/مارس 2017 لقوات التحالف ضد تنظيم الدولة، التي قامت بدورها بالجريمة المروعة إثر قصف الموقع يوم 20 من شهر آذار/مارس 2017 والذي أدى إلى مقتل 33 مدنيا. [مجلة فوكوس]
التعليق:
إثباتا للجريمة البشعة، حلقت طائرات التورنادو الألمانية فوق الموقع بعد ثلاثة أيام وقامت بتوثيق المجزرة التي لم يحتج عليها أحد، ولم ترفع بشأنها قضية لدى المحاكم الدولية، ولم تشهد ضجة إعلامية مثل تلك الضجات التي تصاحب طعن شرطي أو محاولة تفجير أو دهس أو غيرها من عمليات (الإرهاب) التي تشهدها بعض الدول الأوروبية!
وزارة الدفاع الألمانية تناقش الأمر في جلسات غاية في السرية، لدرجة أن المشاركين في الاجتماع المغلق المكون من لجان الدفاع ونواب ووزراء، تجردوا من هواتفهم النقالة أثناء الاجتماع، وتكتموا على نتائج التحريات.
قتل النفس البريئة يجب أن يأخذ نفس الاعتبار في كل مقاييس البشر، وهو مثل الكذب والخيانة من المتعارف عليه إنسانيا أنها شرٌّ منكر وجريمة.
وفي هذا المقام، وكما يطلب الغرب من المسلمين التبرؤ من الأعمال التي يعتبرها إرهابية ووحشية، فإنني أطالب الغرب بإدانة هذه الوحشية وهذه الجرائم التي ترتكبها قوات التحالف في سوريا، والمجازر في اليمن، وفي ليبيا، وفي أفغانستان، وفي العراق وفي غيرها من بلاد المسلمين بحجة مكافحة (الإرهاب). ونحن لا نقبل الكيل بمكيالين، ولا القياس بمسطرتين.
ولئن كان المسؤولون عن جرائم (الإرهاب) ينتسبون للإسلام، سواء أكانوا أفرادا أم مجموعات، فإنني لا أقبل أن ينسب (الإرهاب) للإسلام وللمسلمين بشكل عام، ولكن وعلى الرغم من عدم قبول كثير من المسلمين لهذه الأعمال وإنكارها، فإن الغرب ما زال مُصرًّا على نسبة (الإرهاب) والجريمة للمسلمين، وعليه أؤكد هنا بالمقياس نفسه على جريمة الغرب كافة لتواطئه وسكوته بل وتعاونه في الجريمة ضد الأبرياء من شيوخ ونساء وأطفال في هذه الحادثة أو غيرها من الحوادث التي تمر على الإعلام دون ذكر أو إدانة…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا