مرتزقة عدو الله حفتر ينبشون القبور ويمثلون بالجثث في بنغازي
الخبر:
ذكر موقع الجزيرة نت في 2017/03/19 أن قوات خليفة حفتر قد دخلت منطقة قنفودة غرب بنغازي وقامت بنبش القبور والتمثيل بالجثث، وقاموا بإخراج جثة أحد القتلى واسمه جلال المخزوم من قبره ووضعوا جثته على سيارةٍ وقاموا بالتجوال بها في بنغازي وسط حالةٍ من هستيريا الفرح وإطلاق الرصاص والسب والشتم والبصاق عليها، وقامت قوات حفتر بعد ذلك بشنق الجثة أمام معسكر قوات الصاعقة تشفياً في صاحبها، ولم تكن جثة المخزوم وحدها التي تعرضت للسحل والتمثيل بها وشنقها بل هناك جثثٌ أخرى أُخرجت من قبورها ومُثل بها.
التعليق:
إن ما يقوم به عدو الله حفتر وغيره من العملاء الخونة، الذين جاؤوا على الدبابة الأمريكية فخانوا الله ورسوله والمؤمنين، إن ما يقومون به من خسةٍ وقذارةٍ من أجل إرضاء سيدتهم أمريكا يكاد لا يُصدَّق، لقد بلغ هؤلاء العملاء من الخسة والدناءة ما لم يبلغ عشر معشاره أهلُ الجاهلية الأولى، وما فعله حفتر يخجل من فعله أبو جهل وأبو لهب وغيرهما من صناديد قريش، فلم يُرْوَ أن قريشاً قد أخرجت جثة صحابي من قبره ومثلت بها، لا بل إن العرب في جاهليتهم الأولى لم يستوعبوا أن يقوم عربي اسمه أبو رغال بالعمل كدليلٍ لأبرهة الأشرم في طريقه إلى مكة لهدم الكعبة، فكانت العرب عندما تمر بقبر أبي رغال تقوم برجمه بالحجارة للتعبير عن استيائهم واستنكارهم لخيانته العظمى! أما هؤلاء المجرمون فقد باعوا البلاد وقتلوا العباد وأهلكوا الحرث والنسل تفانياً في خدمة أمريكا ورعاية لمصالحها، ففاق حفتر وبشار وأمثالهم من العملاء أبا رغال.
وإن في قبح أعمال هؤلاء العملاء لدليلٌ واضحٌ على أن هؤلاء القتلة لا يقيمون وزناً للأمة ولا حرمةً لموتاها، بل همهم الأوحد هو الوصول للكرسي لخدمة مصالح الغرب الكافر ولو كان ثمن ذلك جماجم المسلمين، وفي هذا درسٌ للمسلمين أن لا يُمكنوا هؤلاء المجرمين من الوصول إلى الحكم مهما كلف هذا من تضحيات، فإنهم لن يرقبوا فيهم إلاًّ ولا ذمة، وإذا كان الموتى في قبورهم لم يسلموا من شرورهم فما بالكم بالأحياء؟!
إن هؤلاء العملاء الفجرة ليقدّمون الدليل تلو الدليل أنهم لا يمتون إلى أمة الإسلام ولا إلى عقيدتها الإسلامية بأية صلة، بل هم غرباء عنها وأعداءٌ لها، فأين هم من أحكام الإسلام التي تنهى عن التعرض للموتى وإيذائهم، فقد نهى الرسول eعن مجرد الاتكاء على القبور، فقال لمن اتكأ على قبرٍ: «لَا تُؤْذِ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ – أَوْ لَا تُؤْذِهِ -» وقال عليه الصلاة والسلام: «لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ، فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ»، وإذا كان النبي ينهى عن مجرد الاتكاء على القبر ويعتبر ذلك إيذاءً للميت فما بالكم بمن ينبش القبور ويمثل بالموتى؟! قاتلهم الله أنى يؤفكون.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على هذه الأمة بخليفةٍ راشدٍ يكون وقايةً لأحيائها ويحفظ حرمة أمواتها، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام