Take a fresh look at your lifestyle.

الجزائر: التحديات المرتقبة!

 

الجزائر: التحديات المرتقبة!

 

 

 

الخبر:

 

الأحزاب السياسية الجزائرية تستعد لخوض الانتخابات التشريعية…

 

التعليق:

 

في الوقت الذي تستعد فيه الأحزاب السياسية الجزائرية لخوض الانتخابات التشريعية، لاقت عزوفا شعبياً غير مسبوق، ويعد هذا مؤشراً إيجابياً لدرجة الوعي لدى الشعب الجزائري وإدراكه زيف الوعود الكاذبة للطبقة السياسية واحتكار الحزب الواحد “جبهة التحرير الوطني” للسلطة لعقود من الزمن.

 

ولتثبيت هذا الاحتكار وإرغام الشعب على المشاركة في الانتخابات يتم استعمال الأسلوب التقليدي لتمرير كل مشروع ألا وهو فزاعة (الإرهاب) حيث هدد عمارة بن يونس وزير التجارة سابقا بالعشرية السوداء “الغول القديم والمرتقب” قائلا “العشرية السوداء وراءكم والتشريعات أمامكم”، وقال نور الدين بدوي وزير الداخلية “الجزائر مستهدفة والرد سيكون قويا” في إشارة إلى الخطر القادم من وراء المحيطات، ففزاعة (الإرهاب) سلاح ذو وجهين للقوى الاستعمارية لبسط النفوذ وللنخبة السياسية في الداخل لإخضاع الشعوب.

 

نعم فالجزائر تعيش بين مطرقة الغضب الشعبي وربيع عربي متوقع وسندان التدخل الأمريكي، حيث أعلنت الحكومة عجزها صراحة على حل الأزمة الاقتصادية وانتهاج سياسة التقشف وأزمة البطالة إضافة إلى التهديدات الإرهابية المتواصلة والتي أرقت الدرك الوطني والجيش الشعبي ثم تحرش الولايات المتحدة الأمريكية لها باتهامها تارة بانتهاك حقوق الإنسان والاتجار بالبشر وأخرى بالضغط عليها للتدخل العسكري في ليبيا لإرهاقها داخليا وخارجيا وإيجاد ثغرة للتدخل الفعلي وبسط النفوذ في المنطقة بمجملها مع أن المحاولات لا زالت قائمة وذلك بتحريك رجالاتها وتلميعهم إعلاميا أمثال المدير العام السابق لمجمع شركة سونطراك شكيب خليل.

 

وآخرها ما نشرته صحيفة لوموند الفرنسية حول تعيين عبد المؤمن ولد قدور (صديق شكيب خليل) على رأس مجمع شركة سونطراك النفطية والذي كان محكوما عليه بالسجن بتهمة التخابر لصالح وكالة المخابرات الأمريكية. وأكدت الصحيفة أن مؤيدي التوجه الأمريكي في الجزائر يبذلون قصارى جهدهم لإثبات أن خيار استثمار الشركات الأمريكية في الجزائر سيؤتي أكله نظرا لعدم التزام فرنسا علاوة على لامبالاة الدول الأوروبية.

 

وضع غير مستقر وأيام عصيبة تنتظر الجزائر في ظل الأزمة السياسية مع غياب كلي لبوتفليقة والصراع الذي طفا على السطح بين القوى الاستعمارية بريطانيا صاحبة النفوذ السياسي والولايات المتحدة الأمريكية صاحبة النفوذ الاقتصادي…

 

لا يختلف إذن حال الجزائر عن حال باقي البلاد الإسلامية الفاقدة للسيادة والمرتهنة لإملاءات القوى الاستعمارية ما دام نظام الإسلام مغيبا في واقع الحياة السياسية وإقصاء تام للمخلصين وذوي الكفاءات السياسية من أبناء الأمة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سالم أبو عبيدة – تونس

2017_04_03_TLK_1_OK.pdf