إجراءات الصّين ضدّ المسلمين: رقصات لنظام عالميّ مذبوح
الخبر:
فرضت الصّين قيودا جديدة في إقليم شينجيانغ الواقع أقصى غربي البلاد في إطار ما وصفته بكين بحملة ضدّ التّطرّف. وشملت الإجراءات منع إطلاق اللّحى “غير الطّبيعيّة” وارتداء النّقاب في الأماكن العامّة ومعاقبة من يرفض مشاهدة التّلفزيون الرّسمي. ويعد إقليم شينجيانغ موطن أقليّة الإيغور، وأغلبها من المسلمين، الذين يقولون إنّهم يواجهون تمييزا عنصريّا. وقد وقع عدد من حوادث الاشتباكات الدّامية في الإقليم في السّنوات الأخيرة.
وأنحت الحكومة الصّينيّة باللاّئمة في أعمال العنف تلك على المتشدّدين الإسلاميّين والانفصاليّين.
لكنّ منظّمات حقوق الإنسان تقول إنّ الاضطراب كثيرا ما يكون ردّ فعل على السّياسات القمعيّة، وإنّ الإجراءات الجديدة قد تدفع في النّهاية بعض الإيغور إلى التّطرّف.
وفرضت السّلطات في وقت سابق قيودا مشابهة في الإقليم، لكنّ الإجراءات الجديدة أصبحت سارية المفعول قانونيّا اعتبارا من هذا الأسبوع.
كما تنصّ القوانين على أنّ الموظّفين في الأماكن العامّة، من بينها المحطّات والمطارات، سيكون لزاما عليهم منع النّساء اللائي يغطّين أجسامهنّ كاملة، بما في ذلك وجوههنّ، من الدّخول وإبلاغ الشّرطة عنهنّ. (بي بي سي عربي)
التّعليق:
بحقد معهود تُواصِل الصّين حربها على المسلمين تحت غطاء “محاربة الإرهاب والفكر المتطرّف” فهي وعلى الرّغم من فقدها لمبدئها الشّيوعيّ ولهثها وراء النّظام العالميّ الرأسماليّ إلّا أنّ ما تقوم به من مجازر تجاه المسلمين في أقاليمها يكشف أنّ هذا الكره قد تضاعف وأنّ هذا الحقد تزايد ونما خاصّة بعد أن لمست إصرار هذه الأقلّية على التمسّك بالإسلام والعمل على نشره.
في شينجيانغ “المستعمرة الجديدة” سلكت الحكومة الصّينيّة عدّة سبل للضّغط على المسلمين فحجزت جوازات سفرهم وضيّقت عليهم في عباداتهم وقامت بملاحقة واعتقال كلّ من يظهر بمظاهر إسلامية كما أقرّت مكافأة ماليّة قدرها ألفا يوان (275 يورو) لمن يُبلّغ عن الملتحين والمنتقبات.
ليست الصّين بمعزل عمّا يحاك ويدبّر للمسلمين وهي تسير على خطى كلّ الدّول الأخرى المعادية لهم والحاقدة عليهم لهذا ترفع عناوين معهودة ومتكرّرة لتحذّر من وجود قوى متطرّفة تعمل على تنفيذ عمليّات إرهابيّة في هذا الإقليم وهو ما يخوّل لها القيام بحملة مداهمات كبيرة قاسية.
بوعي سياسيّ محنّك وبقيادة حكيمة تكشف خطط الكفّار للنّيل من الإسلام والمسلمين أشار أمير حزب التّحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، في جواب لسؤال عمّا يحدث في هذا الإقليم إلى أنّ حملة قمع صينيّة ضدّ المسلمين الإيغور في تركستان الشرقية “إقليم شينجيانغ” قد تكون قيد الإعداد والتّجهيز، وأنّ تنفيذها قد يكون في أيّ لحظة وتبرير ذلك بأنّ الإقليم يشهد الكثير من أعمال العنف ضدّ الدّولة التي يمكن للصّين أن تتذرّع بها للقيام بحملة شاملة، بعد أن حشدت في الإقليم الآلاف من الجنود والمدرّعات والسّيّارات المصفّحة والمروحيّات، وعلى عجل أظهر غلّها وكرهها للإسلام والمسلمين ها هي الصّين قد شرعت في تنفيذ ذلك…
مثلما تعمل الصّين على اجتثاث الإسلام بدعوى الحفاظ على وجودها ومحاربة (الإرهاب) الذي يهدّد كيانها ويمثّل خطرا على العالم كلّه – كما يدّعي حكّام هذا العالم والقائمين على نظامه – يعمل المخلصون على كشفها وإسقاط الأقنعة التي تغطّي الوجوه القبيحة السّادية المجرمة العاملة على إبقاء هذا النّظام وإطالة عمره.
إنّه لن يوضع لهذه الأعمال الوحشيّة التي تمارس ضدّ المسلمين في الصّين وفي غيرها من بلدان العالم حدّ ما لم يلمّ شتاتهم ويتوحّدوا تحت ظلّ دولة الخلافة الرّاشدة على منهاج النبوة، التي يحكم فيها إمام عادل يرعى شؤونهم ويحميهم ويدافع عنهم فيقذف الله في قلوب أعدائهم رعبا أكبر ويتمّ نوره ولو كرهوا…
﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصّامت