Take a fresh look at your lifestyle.

يا حكّام تونس: كفاكم انبطاحاً “للدولار السياسي” عبر برنامج “تحدي الألفية الأمريكي”

 

يا حكّام تونس:

كفاكم انبطاحاً “للدولار السياسي” عبر برنامج “تحدي الألفية الأمريكي”

 

 

 

الخبر:

 

وقّع وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي محمد الفاضل عبد الكافي، ظهر الثلاثاء 28 آذار/مارس بمقر الوزارة، اتفاقية مالية قيمتها 750 ألف دولار، كمنحة تسيير بين الجمهورية التونسية و”برنامج تحدي الألفية الأمريكي” وذلك بحضور سفير الولايات المتحدة Daniel RUBINSTEIN، ووفد أمريكي عن البرنامج والمنسق الوطني لهذا البرنامج وعدد من إطارات الوزارة المكلفين بالمتابعة.

 

ويهدف “برنامج تحدي الألفية الأمريكي” الذي يشمل عددا من البلدان المماثلة إلى توفير الدعم المالي والمساعدة الفنية الضرورية، في إطار برامج الدولة المعنية الخاص بمقاومة الفقر وخلق فرص للفئات والجهات المهمشة من خلال مشاريع تنموية تركز بالخصوص على تكريس الاندماج الاجتماعي. (راديو IFM بتصرف)

 

التعليق:

 

إن الناظر في واقع المساعدات الخارجية الأمريكية يرى: أن منح تونس هذا “الدعم المالي” ينبع من المنطلق نفسه الذي يدفع أمريكا إلى “إعانة” دول أخرى من العالم… وهي الدول التي تطمع أمريكا في ضمّها داخل نطاق نفوذها السياسي.

 

والواضح أن برنامج “تحدي الألفية الأمريكي” هو امتداد للاستراتيجية الأمريكية لبسط نفوذها على شمال أفريقيا.

 

وإنه لمن منتهى الغباء السياسي أن ينطلي علينا في زماننا هذا، واليوم بالذات، أن أمريكا تسعى عبر هذه الاتفاقية إلى مقاومة الفقر في بلادنا وخلق فرص للفئات والجهات المهمشة… فأمريكا – التي تدير هذا البرنامج -ليست جمعيّة خيرية وإنما هي دولة استعمارية طامعة في خيرات بلادنا.

 

إذ كيف ينسى حكام تونس، استغلال أمريكا لأحداث السفارة عام 2012 باقتطاعها واستيلائها على جزء من أرض الزيتونة؟!

 

وكيف ينسى هؤلاء الحكام!! الاتفاقية الموقعة في واشنطن عام 2015 المفضية إلى تصنيف أمريكا لتونس حليفا أساسيا خارج حلف «الناتو» والتي أدت إلى أن تصبح أرض تونس قاعدة عسكرية أمريكية تنطلق منها الطائرات بدون طيار للتجسس على أهلنا في ليبيا والجزائر؟!

 

وعليه فإن أمريكا لا تبتغي بهذه المنحة سوى ربط بلادنا اقتصاديا بها من خلال المال والخبراء… ما يؤدي حتما إلى التبعية السياسية.

 

فيا حكام تونس: كفاكم انبطاحا “للدولار السياسي” فلكم في منهجيّة الإسلام التي أدرتم لها ظهوركم ما يقيم دولة ذات سيادة؛ تأكل بسواعد أبنائها… وإذا جاعت، لا تسلمهم لعدوّ غاصب كأمريكا.

 

أمريكا التي ضربت العراق وهدّمته وحاصرته السنين الطويلة مما تسبّب في مقتل أكثر من مليون طفل عراقي نتيجة نقص الأدوية…!! أهذه… سترأف بأهل تونس؟!

 

فاتقوا الله في تونس وفي أهلها، واعلموا أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأن اللّه قد يعفو في حقه ولكنه سبحانه لا يعفو في حقوق الناس. ﴿واللّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمينَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خبيب كرباكة

2017_04_05_TLK_4_OK.pdf