هل تشارك أمريكا في معركة الحديدة؟
الخبر:
وكالة سبوتنيك للأنباء: وصول أربع طائرات شحن عسكرية أمريكية تحمل كميات كبيرة من العتاد والأسلحة المتنوعة إلى مطار عدن. (الثلاثاء 4 نيسان/أبريل الجاري).
التعليق:
هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها أمريكا كميات كبيرة من العتاد والأسلحة لدعم حكومة هادي منذ اندلاع المعارك بين قوات هادي مدعومة بقوات التحالف العربي، من جهة، وقوات المخلوع صالح والحوثيين من جهة أخرى.
بينما كانت الإمارات العربية هي من تقود المعارك فيما يسمى المناطق المحررة جنوب اليمن، فيما تستعد قوات التحالف العربي هذه الأيام لمعركة (تحرير) الحديدة، ويبدو أن أمريكا أرادت أن تكون هذه المعركة معركتها هي، مباشرة أو بقيادة السعودية، كما عبر عن ذلك أحمد العسيري الناطق باسم قوات التحالف العربي قائلا إن التحالف يستعد الآن لمعركة الحديدة، وفِي هذا إزاحة واضحة للقيادة الإماراتية التابعة لبريطانيا عن معارك الساحل الغربي في اليمن.
ومعلوم أن من يقود المعركة هو من سيبسط نفوذه بعد ذلك على الأرض، وهو من سيفرض الحل السياسي الذي يريد. وهذا ما تطمح إليه أمريكا من هذا الإنزال العسكري اللافت في مطار عدن، ليس دعما لحكومة عبد ربه بل دعما لوجود عسكري واستراتيجي لها في الجنوب، وبهذا تستطيع فرض رؤيتها للحل السياسي عن طريق (مبادرة كيري)، التي تجعل الحوثيين شركاء في السلطة القادمة في اليمن، والذين عن طريقهم تضمن أمريكا لنفسها وجودا مهما في رأس السلطة في البلاد.
في الوقت الذي توقفت فيه المفاوضات السياسية بين طرفي الصراع في اليمن، ولم يتوصل مندوب الأمم المتحدة ولد الشيخ أحمد لصيغة ترضي أمريكا في وضع الحل القادم لليمن، نرى أمريكا اليوم بهذا الدعم العسكري الكبير تتدخل بشكل مباشر للتحكم بقيادة قوات التحالف في معركة الحديدة وما يليها. وهذا ما سيساعد أمريكا في فرض رؤيتها في إشراك الحوثيين، وجعل السعودية هي من يشرف على وضع الحل السياسي القادم في اليمن.
إن على أهل اليمن أن يدركوا أن أي تدخل لأية قوات عسكرية في بلادهم سواء أكانت إماراتية أم سعودية أم أمريكية أم غيرها إنما هو يخدم مصالح الدول الاستعمارية لوضع يدها على منابع الثروة في اليمن، وليس من أجل مصلحة أهل اليمن ولا بحال من الأحوال، فالدول الكبرى غير معنية بأن يموت طفل في اليمن كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية والإسهال وفق ما أعلنت عنه منظمة اليونيسيف، وغير معنية بسيل الدماء الجاري منذ أكثر من عامين، بل الذي يعنيها هو دعم من سيضمن لها مصالحها الحيوية في البلاد، ولو كان ذلك فوق أشلاء الناس.
ولدينا في دعم الغرب لطاغية الشام طوال ستة أعوام، أكبر دليل على ذلك.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – اليمن