الانتخابات الفرعية في لبنان تضع دعاة السياسة في مأزق
الخبر:
فوز مرشح مستقل في انتخابات نقابة المهندسين في العاصمة بيروت.
التعليق:
من يدرس الأرقام عقب الانتخابات البلدية التي حصلت في لبنان السنة الماضية وبالتحديد في كل من بيروت وصيدا وطرابلس يرى بشكل واضح حالة التململ من السلطة وأزلامها ولو بشكل متفاوت بين المناطق. وفِي الأسبوع الماضي كانت انتخابات نقابة المهندسين في الشمال حيث انتصر تحالف السلطة ضد المستقلين، لكن المدقق في الأرقام يرى أن النقيب وإن كان ينتمي للتيار الذي يدعي تمثيل المسلمين إلا أنه نجح بأصوات غير المسلمين، ولهذا الواقع دلالات تتصل بالمزاج العام لدى مسلمي الشمال، وهذا يؤثر بشكل مباشر في الانتخابات النيابية التي “رسميا” و”حتى الآن” سيتم انعقادها هذه السنة.
ثم أتت نتائج انتخابات نقابة المهندسين في بيروت حيث خسر تحالف السلطة بفارق ضئيل جداً أمام مرشح مستقل. وهذه الانتخابات وإن كانت فرعية وهامشية لكنها مؤشر آخر يؤكد مدى عمق الهوة بين السلطة الرسمية وعامة النَّاس.
هذه النتائج تدفع مدّعي السياسة في لبنان لتأجيل الانتخابات النيابية – إذا تُرك القرار لهم. لكن الآمر الناهي في لبنان في هكذا أمور ليس أي منهم؛ فهؤلاء دمى تحركهم دول إقليمية ومن ورائها دول كبرى على رأسها أمريكا. وحصة الأسد في لبنان تعود لأمريكا وحدها. وكون المرشحين المناوئين للسلطة ذوي توجه علماني فهم لا يشكلون خطرا على النفوذ الأمريكي بشكل مباشر بل يمكن أن تستخدمهم لتعويم النظام السياسي العفن ولو بشكل محدود. لكن انتصارهم سيضعف أدواتها التي لطالما اعتمدت عليهم في تنفيذ أوامرها.
هذه إحدى مشاكل لبنان التي تكاد لا تنتهي منذ أن تم فصله عن محيطه. فكانت أمريكا تعتمد سابقا على عميلها في دمشق للتحكم في لبنان. أما اليوم فأصبحت أمريكا تقوم بالدور بشكل مباشر مما يفضحها ويفضح نفاق سياسيّي هذا البلد. فقبل الانتخابات الرئاسية وما لحقها من تشكيل حكومة بعثت أمريكا وكيل وزارة خارجيتها توماس شانون في أيلول 2016. وقبل تعيين قائد للجيش بعثت برئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر في شباط 2017. ولا ندري من سترسله لكي تبلغ أهل لبنان بشأن قرارها للانتخابات النيابية!!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان