الإسلام: ديننا وكرامتنا والأمل الوحيد لجميع البشرية
الخبر:
ينوي حزب التحرير/ أمريكا عقد مؤتمره السنوي من ضمن مؤتمرات حزب التحرير التي يعقدها كل عام في شتى أرجاء العالم تذكيراً للمسلمين بيوم سقوط الخلافة العثمانية عام 1924م على يد مصطفى كمال، وقد اختار أن يكون عنوان هذا المؤتمر الذي ينوي عقده في ولاية إلينوي – أمريكا في 23 من رجب، هو: “الإسلام: ديننا وكرامتنا والأمل الوحيد لجميع البشرية”، ويأتي هذا المؤتمر في الذكرى الـ96 لسقوط الخلافة العثمانية.
التعليق:
لقد اعتاد حزب التحرير في كل عام وفي مختلف أنحاء العالم أن يذكر الأمة الإسلامية بيوم زوال الخلافة عن وجه الأرض، وأن عودتها أمر لا شك فيه، ولا ينقصها لتعود سوى العمل الجاد والمخلص لهذا الهدف النبيل، وأيضاً يذكر الأمة بما خسرته بضياع الخلافة، وما سوف تكتسبه بعودتها…
ولقد لُوحظ في هذا العام والعام الماضي ازدياد الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين، وازدياد الضغط على المسلمين الموجودين في بلاد الغرب، وأمريكا كجزء لا يتجزأ من الغرب الكافر، اتخذت العداء والتضييق على المسلمين وجها سياسياً لتنصيب رئيس جديد يحمل في أحشائه الحقد على الإسلام والمسلمين، والذي يظهره بكلامه وأفعاله؛ لذلك كان لا بد من لفت النظر إلى مكانة الإسلام خاصة عند المسلمين حملة الإسلام، وإلى الدور المنوط بالمسلمين في الغرب. وفي هذا العام اختار حزب التحرير/ أمريكا هذا العنوان الذي يتضمن في طياته ما يتحدى به المسلمون أعداءهم، وهو الإسلام، ليس بحصره في الشعائر والطقوس الدينية، ولكن كاملاً كنظام حياة ومنهج، وجزءاً لا يتجزأ من هوية الأمة الإسلامية وكرامتها، الذي تفخر به وتمتاز به عن جميع البشر، وكدستور وقوانين من خالق البشر والدنيا كلها الوحيد القادر على إسعاد البشرية وإخراجها من الظلمات إلى النور، ومن ضيق العيش إلى سعته.
وعلاوة على ذلك هناك من الأمور التي أصبحت ملحة هذه الأيام أيضاً، وهو أن سياسة الاندماج والانصهار في المجتمع الغربي بعد أن كانت هدفاً سياسياً يسعون إليه مع احتفاظ المسلمين بدينهم، أصبح اليوم دعوة علنية مكشوفة بتخلي المسلمين عن جزء من هويتهم وشعائرهم وحتى إنكار بعضٍ مما يعتقدونه، وأصبحت الدول الغربية تسعى بكل جهدها حتى يتخلى المسلمون عن بعض المظاهر الإسلامية كاللباس الشرعي، والحجاب، والنقاب، وكذلك الحث على الاختلاط والسعي إلى أن يصبح جزءاً من ثقافة المسلمين تتجسد في سلوكهم؛ لذلك كان لزاماً على المسلمين، وعلى حملة الدعوة خاصة، أن يلفتوا نظر المسلمين إلى ما هو كائن، وتذكيرهم بأنهم أصبحوا أيتاماً بعد زوال الخلافة، وبحاجتنا لعودتها للحفاظ على ديننا وهويتنا.
ومن الملاحظ أيضاً هذه الأيام القمع والقسوة التي يتعرض لها المسلمون في الغرب، وهذا يتطلب منا نحن المسلمين جميعاً، وحملة الدعوة خاصة، السعي حازمين للحفاظ على هويتنا الإسلامية، فنكون السفراء الصالحين الذين يحملون الخير إلى من حرموا منه أو حُجب عنهم.
ومن المعلوم أن هذه المؤتمرات وغيرها من النشاطات التي ينظمها حزب التحرير في بلاد الغرب تسعى لرفع الوعي عند المسلمين على دورهم الذي يجب أن يتلبسوا به، بكونهم حملة رسالة الخير التي فيها منجاة جميع البشر من عذاب الله الذي أعده لمن يلقاه من غير إسلام وعمل صالح، وبأساليبه المختلفة ينقل حزب التحرير رسالة الإسلام الصحيحة إلى المسلمين وغير المسلمين، وما يحمله الإسلام من خير لهم. هذا كله يتطلب منا الفهم الدقيق للإسلام، حتى يتسنى لنا الاحتفاظ به وحمله بشكله الصحيح واللافت للنظر المقنع للعقل.
الله نسأل أن يسدد خُطانا، وأن يجمع شمل المسلمين تحت ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ستحمل الإسلام صافياً بشكل لافت للنظر إلى جميع الناس.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا