Take a fresh look at your lifestyle.

تفجيرات الكنائس في مصر لتحقيق أهداف سياسية دنيئة

 

تفجيرات الكنائس في مصر لتحقيق أهداف سياسية دنيئة

 

 

الخبر:

 

نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن مصدر مسؤول أن “انتحاريا” يشتبه في تنفيذه التفجير في كنيسة مارجرجس الذي خلف – بحسب حصيلة أولية – مقتل 25 شخصا وأكثر من 59 مصابا. وخلال ساعات من التفجير الأول، استهدف تفجير آخر محيط الكنيسة المرقسية (المقر البابوي) في محافظة الإسكندرية، ونجا من التفجير بابا الأقباط الأرثوذكس بمصر تواضروس الثاني الذي كان موجودا هناك. وخلف التفجير مقتل 13 شخصا وجرح أكثر من ثلاثين، بحسب حصيلة أولية. وتزامنا مع ترؤس بابا الكنيسة المصرية تواضروس الثاني قداس “أحد الشعانين” في المقر البابوي بالإسكندرية، وهو الأحد السابع والأخير من الصوم الكبير الذي يسبق عيد الفصح أو القيامة عند النصارى.

 

التعليق:

 

منذ أن دخل الإسلام مصر في عهد عمر بن الخطاب في القرن السابع الميلادي، وحكمت مصر بنظام الإسلام الذي وفر الأمن والعدل للنصارى الأقباط على مدى ثلاثة عشر قرنا من الزمان، وقد شجع ذلك الأقباط على الدخول في الإسلام ولم تبق إلا نسبة قليلة منهم على نصرانيتهم لم يفتنوا عنها.

 

ولكن بعد القضاء على الخلافة العثمانية ووقوع مصر كغيرها من بلاد المسلمين تحت الاستعمار الأوروبي كثرت حوادث الاعتداء على النصارى وكنائسهم، وإذا تتبعت الأمر وجدت أن الغرب الكافر هو خلف هذه الاعتداءات لكنهم على الطريقة الإنجليزية التي تحارب بيد عدوها كانوا يستخدمون أتباعهم في القيام بالاعتداءات تحقيقا لأغراض سياسية.

 

وفي هذا السياق نفهم الاعتداءات على النصارى وكنائسهم في ظل الأنظمة الطاغوتية خاصة مبارك والسيسي وذلك لتحقيق أهدافهم السياسية.

ففي شباط/فبراير 2017 وقعت سلسلة هجمات استهدفت النصارى في محافظة شمال سيناء وفي 11 كانون الأول/ديسمبر 2016 وقع تفجير في مكان مخصص للنساء بالكنيسة البطرسية الملحقة في مجمع كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بحي العباسية في القاهرة، وفي 14 آب/أغسطس 2013 حدثت سلسلة هجمات استهدفت كنائس بالتزامن مع فض قوات الأمن لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة. وفي 20 تشرين الأول/أكتوبر 2013 وقع هجوم مسلح استهدف كنيسة في محافظة الجيزة، كما أن عددا من الكنائس استهدفت في بعض المحافظات المصرية إثر الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو 2013، ومنها حرق كنيسة في منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، وذلك عقب فض اعتصام رابعة.

 

وفي عهد مبارك وقع حادث تفجير في الأول من كانون الثاني/يناير 2011 استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية عشية احتفالات رأس السنة، وقتل فيه 24 شخصا وأصيب أكثر من مئة، ونُسب الهجوم أولا إلى تنظيم القاعدة، ثم حاولت وزارة الداخلية المصرية إلصاقه بجماعات جهادية في قطاع غزة، وتبين بعد الثورة أنه ربما يكون من تدبير وزارة الداخلية خلال ولاية حبيب العادلي. وفي 7 كانون الثاني/يناير 2010 تم مقتل سبعة بينهم مساعد شرطة وسقوط عشرات الجرحى أمام كنيسة بمدينة نجع حمادي محافظة قنا (جنوبي مصر) إثر هجوم مسلحين على تجمعات من الشباب في ثلاث مواقع مختلفة عقب دقائق من انتهاء قداس عيد الميلاد.

 

أما الأهداف الدنيئة التي تسعى لتحقيقها الدول التي تقف خلف التفجيرات؛ فمنها إعادة تقسيم البلاد تقسيما جديدا، وكما قسمت السودان إلى دولتين فربما يراد تقسيم مصر أيضا إلى دولتين أو أكثر، فقد سبق تقسيمَ السودان اعتداءاتٌ متكررة على النصارى وكنائسهم؛ ففي عام 1985، تم قتل القساوسة وقادة الكنيسة، وتدمير القرى النصرانية، وكذلك الكنائس والمستشفيات والمدارس النصرانية، وتم تفجير عدد من الكنائس، أدت إلى وقوع حرب بين الشماليين والجنوبيين ثم انتهت الحروب بإعلان انفصال جنوب السودان عن شمالها عام 2012 وإقامة كيان للنصارى فيه.

 

ومن الأهداف أيضا إعادة الناس إلى بيت الطاعة بعودة الأحكام العرفية وأحكام الطوارئ إلى الوجود بعد أن أطاح الربيع العربي بها، هذه الأنظمة الطاغوتية التي لا تستطيع العيش إلا بحكم الناس بالحديد والنار، كما أن السيسي يهدف من وراء التفجيرات دعمه في محاربته (للإرهاب)، ذلك العدو الذي صنعته أيدٍ مخابراتية قذرة في كافة البلاد لإعادة تركيع الشعوب والحصول على الأموال القذرة التي تمكنهم من العيش ببذخ وترف على حساب دماء الآخرين.

 

أمر أخير أود الإشارة إليه وهو الكم الهائل من الاستنكار والتنديد والوعيد عندما يقتل نصراني أو يهودي، بينما مئات الألوف من المسلمين يعذبون ويجوعون ويقتلون والملايين منهم يهجرون ويشردون ليموتوا في البرد والحر دون أن نسمع صوتا يندد أو يستنكر إلا على استحياء، وكأن العالم أصيب بالصمم والبكم، بل ان الدول تنسى صراعها على مصالحها وتتحد على مقاتلة عدو واحد هو الإسلام والمسلمين. ولن يتخلص المسلمون من هذا العذاب إلا بالعودة إلى دين الله بتطبيقه في حياة الأمة والمجتمع والدولة عن طريق إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نجاح السباتين – ولاية الأردن

 

 

2017_04_13_TLK_3_OK.pdf