Take a fresh look at your lifestyle.

مدينة ملاهي في السعودية ومليارات قطرية في عقارات لندنية

 

مدينة ملاهي في السعودية ومليارات قطرية في عقارات لندنية

 

 

الخبر:

 

نشرت وسائل إخبارية أخبارا عن خطة محمد بن سلمان لإنشاء مدينة ترفيهية على أطراف الرياض مساحتها 334 كيلومتراً مربعاً، لتكون “الأولى” عالميا تكلف البنية التحتية وحدها 30 مليار ريال سعودي.

 

وفي المقابل أعلن الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس وزراء قطر عن اعتزام بلاده استثمار 5 مليار جنية إسترليني (6.29 مليار دولار) خلال السنوات الخمس القادمة في بريطانيا.

 

وتعتبر قطر من كبار المستثمرين العقاريين في لندن، إذ فاق ـ بحسب بي بي سي ـ حجم استثماراتها 30 مليار جنيه إسترليني.

 

التعليق:

 

محمد بن سلمان صاحب “رؤية 2030” التي يراد بحسبها تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للإيرادات، لم يجد سبيلا لجني الأموال إلا هذا المشروع الاستهلاكي لمدينة ترفيهية لن يزورها إلا الشعب نفسه لينفقوا مدخراتهم فيها.

 

30 مليار ريال من أجل البنية التحتية في حين إن مدناً كثيرة في المملكة تفتقر لأبسط أنواع البنى التحتية، فتجد السيول الجارفة تزهق أرواح الناس وتتلف ممتلكاتهم ولا أحد يعالج الأمور علاجا جذريا.

 

30 مليار ريال يمكن أن ينشأ عليها مجمع صناعي ضخم للصناعات الثقيلة، وفي أقل تقدير المتوسطة، تشغل آلافا من المهندسين والعمال المهرة وتنتج سلعا ذات فائدة تدر عملة صعبة على البلاد وتقلل من الاعتماد على الخارج.

 

30 مليار ريال يمكن أن تستصلح آلاف الهكتارات لزراعة القمح أو على الأقل لضخ مياه فيها لتهيئتها للزراعة والاكتفاء ذاتيا في أقل تقدير، فضلا عن توفير العمل للآلاف من الشباب العاطل عن العمل…

 

ولكن هيهات هيهات؛ فإما أن يتبارز حكام الخليج بأطول الأبراج وأكبر المدن الترفيهية والملاعب… الخ أو أن يتباروا على ضخ مئات المليارات في اقتصادات الدول الغربية مثل ما فعلت قطر لإنقاذ بريطانيا التي تترنح، ومثل الـ 700 مليار دولار سندات خزينة أمريكية يبقيها آل سعود في أمريكا… ومثل ومثل…

 

لن نقول استثمروها في الصومال التي تهلك أهلها المجاعة… ولا حاجة لنذكر أن مساحة مدينة ابن سلمان الترفيهية تفوق مساحة قطاع غزة المحاصر مرتين، وما يقرب من ضعف مساحة حلب المدمرة… فنخوة المعتصم لا مكان لها في قاموس آل سعود وأمثالهم من حكام الضرار.

 

نعم ففي أي خانة يمكن تصنيف هذا الهدر لأموال المسلمين؟ هل تخطر في البال غير كلمات مثل الخيانة والعمالة والتبعية والعبودية للغرب، والعداء والتآمر والظلم للمسلمين وإضاعة الأمانة ووو؟

 

وأخيرا فإن اللافت في خبر مدينة ابن سلمان الترفيهية هو ما علقت به البي بي سي قائلة: لكن من غير الواضح حتى الآن كيف يمكن تشغيل مدينة ترفيهية على غرار مدن سيكس فلاغز في بلد ينتشر فيه الفصل بين الجنسين ويمنع فيه الاختلاط بين المرأة والرجل.

فهل سيبدأ مشايخ القوم بإعداد فتاوى على مقاس وحجم هذه المشاريع الساقطة؟!!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. حسام الدين مصطفى

 

 


2017_04_13_TLK_4_OK.pdf